30

وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية في كل عصر

وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية في كل عصر

Editorial

دار بلنسية للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٧ هـ - ١٩٩٧ م

Ubicación del editor

الرياض - المملكة العربية السعودية

Géneros

أما أن يدَّعو الإِسلام ويرفضوا حكمه ويعرضوا عن قرآنه وسنَّة نبيه ﷺ، ويتنكروا لشرائعه وشعائره فهذا ما لا يقبله عقل ولا يقره دين" (١). لقد آن للحكام أن يعلموا أنه لا خلاص لشعوبهم ولا استقرار لمجتمعاتهم إلَّا بالاسلام: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (١٢٤)﴾ (٢). يقول ابن تيمية ﵀: (إن جميع الولايات في الإِسلام مقصودها أن يكون الدين كله لله وأن تكون كلمة الله هي العليا، فإن الله ﷾ إنما خلق الخلق لذلك وبه أنزل الكتب وبه أرسل الرسل وعليه جاهد الرسول والمؤمنون) (٣). (ز) مهمة الحاكم مهمة شاملة: قلت: نعم: إن مهمتهم كما وضحها شيخ الإِسلام ابن تيمية ﵀ بقوله: (إن مهمة الحكام ليست مقصورة على حفظ الأمن والدفاع عن البلاد والقيام بمتطلبات المعيشة ورفع مستواها بين الناس - فحسب -كما تقرره المذاهب الفردية بل إن مهمتهم مهمة شاملة ووظيفتهم ذات طبيعة عامة تختلف عن كل ما عرف من وظائف قديمًا وحديثًا إنهم مكلفون بمهمة غالية أنيطت بوجودهم ومسؤولية كبرى لا يسعهم جهلها أو تجاهلها أو التفريط

(١) بتصرف من: الصحوة الإِسلامية بين الجحود والتطرف، د. يوسف القرضاوي ص ١٣٢، ١٣٣، ١٣٤، طبعة أولى ١٤٠٢ هـ، قطر. (٢) سورة طه: آيتان ١٢٣، ١٢٤. (٣) الحسبة في الإِسلام لشيخ الإِسلام ابن تيمية ص ٤، طبع الدجوى بالقاهرة ١٤٠٢، تحقيق ومراجعة وتعليق: محمد زهري النجار.

1 / 34