فقد تركوا الأهلين والمالَ خلفهم … وبيضًا عليهنّ الجلابيب خرّدا (^١)
ينادينهم مستعبرات إليهم … وقد دفن دمعا في الخدود وإثمدا (^٢)
فإلاَّ تداركهنَّ منك برحمةٍ … يكنَّ سبايا والبعولة أعبدا
أنكثا وعصيانا وجبنا وذلةً … أهان إلهي مَن أهان وأبعدا
لقد شَأمَ المِصرين فرخُ محمدٍ … بحقً وما لاقى من الطَّير أسعَدا (^٣)
كما شأًم اللهُ النُّجير وأهله … بجدً له قد كان أشقى وأنكدا (^٤)
ولما زحفنا لابن يوسفَ غدوةً … وأبرقَ منَّا العارضانِ وأرعدا
فكافحنا الحجَّاجُ دونَ صفوفنا … كِفاحًا ولم يضربْ لذلك موعدا
فما لبثَ الحجاجُ أن سلْ سيفه … علينا فولىَّ جمعنا وتبدَّدا
وما زحفَ الحجَّاجُ إلاَّ رأيته … معافى مُلقًّى للحُتوف معودّا
إذا قال شدُّوا شدَّةً حملوا معًا … فأنهل خرصانَ الرِّماح وأوردا (^٥)
فلم ينفعه ذلك عنده حتى قتله.
(^١) هذا ما في الأغانى. وفي ا: «ومصا»، جعلها الشنقيطي «حصنا»: جمع حصان بالفتح.
(^٢) الدوف: الخلط. ا: «دقن» والتصحيح للشنقيطى. وفي الأغانى: «ويذرين».
(^٣) ا: «قرح محمد» والتصحيح للشنقيطى. ورواية الأغانى:
لقد شمت يا ابن الأشعث العام مصرنا … فظلوا وما لاقوا من الطير أسعدا
(^٤) في النسختين: «كما أشأم» تحريف. والنجير: حصن باليمن قرب حضرموت كانت فيه وقعة لزياد بن لبيد البياضي، قتل فيها سبعمائة من كندة، وذلك بغدر الأشعث انظر معجم البلدان.
(^٥) في النسختين: «إذا قالوا»، تحريف.