The Multiplicity of Caliphs and the Unity of the Ummah: Jurisprudence, History, and Future

Mohamed Kheldoun Maleki d. Unknown
48

The Multiplicity of Caliphs and the Unity of the Ummah: Jurisprudence, History, and Future

تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا

Géneros

وَيُزَكِّيهِمْوَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٍ﴾ آل عمران/١٦٤. والمنُّ هنا يشمل بعثَ الرسول ﷺ، وكونه منهم، وأنه يتلو عليهم الآيات ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. يقول الآمدي: «مذهب أهل الحق أنَّ النُّبوات ليست واجبة أن تكون، ولا ممتنعة أن تكون، بل الكون وعدم الكون سيَّان» (١) أي عقلًا. وهذه المسألة فرع عن مسألة التحسين والتقبيح العقليين، فالشِّيعة والمعتزلة يقولون بأنَّ الحُسْنَ والقُبْحَ في الأشياء ذاتي، ومن ثم فللعقل أن يحسِّن أو يقبِّح تبعًا لذلك (٢)، وأما رأي أهل السُّنَّة في مسألة اللُّطف فَهو كرأيهم في أصلها، أنَّه لا حاكم على الله ﷾، فهو يحكم ما يريد ويفعل ما يشاء، وإبطال الأصل إبطال للفرع، فالحَسَنُ عندهم ما ورد الشرع بالثناء على فاعله، والقبيحُ ما ورد الشرعُ بالذم على فاعله، أو تقبيح العقل له باعتبار أمور خارجية ومعان مفارقة (٣)، إذ رُبَّ شيءٍ حكَمَ عليه عقلُ إنسانٍ ما بكونه حسنًا لكونه موافقًا لغرضه، أو لما فيه من مصلحته أو دفع مفسدته، أو لكونه جاريًا على مقتضى عادته وعادة قومه عرفًا أو شرعًا، وقد يحكم عليه عقل غيره، بكونه قبيحًا لكونه مخالفًا له، فيما وافق غرضه، وذلك كالحكم على ذبح الحيوان بالحُسْنِ والقُبْحِ بالنسبة إلى أهل الشرائع المختلفة، وكالحكم بقبح الكذب الذي لا غرض فيه، وحُسنِه إذا قصد به حقن دم نبيٍّ أو وليٍّ من غاشم يقصد قتله (٤). وأما قولُهم بأن اللُّطف واجب على الله تعالى وأن الوجوب هنا كقولنا عنه سبحانه (واجب الوجود) فليس هذا القول سديدأً؛ لأن قولنا إنه واجب الوجود عقلًا سببه أن كل ما في الكون يدل على ذلك، لاستحالة وجود هذا الكون دون وجوده سبحانه، وهذا ليس مثلَ مسألة (وجوب اللُّطف) في الوضوح، فجائزٌ عقلًا أن

(١) غاية المرام للآمدي: ص ٣١٨. (٢) غاية المرام للآمدي: ص ٢٣٣. نهاية الإقدام للشهرستاني: ص ٣٧١. الأربعين للرازي: ١/ ٣٤٦. الغنية في أصول الدين لعبد الرحمن المتولي النيسابوري: ص ١٣٦. الملل والنحل للشهرستاني: ١/ ١١٣. غاية البيان للرملي: ص ١٦. وانظر في مسألة الحسن والقبح: الاقتصاد في الاعتقاد للغزالي: ص ٢١٠ - ٢١٩. (٣) البحر المحيط للزركشي: ٥/ ١٢٤ الركن الرابع من أركان القياس: العلة، مسألة (لا بد للحكم من علة). الغنية في أصول الدين لعبد الرحمن المتولي النيسابوري: ص ١٣٥. غاية المرام للآمدي: ص ٢٣٣. الملل والنحل للشهرستاني: ١/ ١٠١. منهاج السنة النبوية لابن تيمية: ١/ ٢٨١. المواقف للإيجي: ٣/ ٢٨٣. شرح المواقف للجرجاني: ٨/ ١٩٥، ٣٤٨. حاشية خيالي: ص ١٩٨. نهاية الإقدام للشهرستاني: ص ٣٧٠. المسايرة ومعه المسامرة رسالة دبلوم: ص ٣٠٣. شرح النووي على مسلم: ١٢/ ٢٠٥. (٤) وقد ذكر ابنُ تيمية أنَّ بعضَ أهل السنُّة قال بالتحسين والتقبيح العقليين انظر: منهاج السنة النبوية لابن تيمية: ١/ ١٤٤. ١/ ٤٤٨ - ٤٤٩، ٤٥٠، ٣/ ٢٨ - ٢٩.

1 / 47