The Multiplicity of Caliphs and the Unity of the Ummah: Jurisprudence, History, and Future

Mohamed Kheldoun Maleki d. Unknown
99

The Multiplicity of Caliphs and the Unity of the Ummah: Jurisprudence, History, and Future

تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا

Géneros

ثانيًا: الأحداث في خلافة سيدنا علي ﵁ -: في هذه الأجواء قتل عثمان ﵁ وفي هذه الأجواء تولَّى علي ﵁ الخلافة؛ السيف مشرع، والدم مهراق، والفتنة ضاربة جذورها في المجتمع المسلم، فهناك أعداد كبيرة من الذين اشتركوا في الفتنة بشكل أو بآخر، وهناك معاوية ﵁ الذي سيتخذ هذه الأحداث أساسًا للمطالبة بدم عثمان ﵁، والذي سيتحول إلى عصيان مُسلَّح، باطنه طمعٌ بالخلافة مازال ينمو في نفس معاوية ﵁ منذ سمع رسول الله ﷺ يوصيه بأمته خيرًا إذا ملك (١)، والذي بدأ بإظهاره قُبيل صفين والجند مصفوفة ومحاولات الصلح جارية بين الطرفين (٢)، وأعلنه بعد صفين (٣). وسأوجز كيف كانت الأجواء في المدينة في مطلع خلافة سيدنا علي ﵁ لنكون في صورة الحدث، فقد استلم الإمام علي ﵁ في خلافته تركة ثقيلة وتمردًا في كثير من الأمصار، فقد فشل بدايةً في تعيين عامل له في الشام والكوفة، واستلم عماله الحُكْمَ في البصرة واليمن ومصر والأمور لم تكن مستقرة؛ ففي اليمن أخذ يعلى بن أمية الوالي السابق لعثمان ﵁ خزينةَ الدولة وانطلق إلى مكة، وفي مصر دخل قيس بن سعد مصر بالحيلة والناس متفرقون في مواقفهم، وجرت بينه وبين معاوية ﵁ مواقف أدت إلى عزله في النهاية نتيجة حيلة من معاوية ﵁، وأما في البصرة فقبل الناس عثمان بن حنيف وهم يترقبون ردود فعل بقية الأمصار فيما حدث، وأما طلحة والزبير اللذان بايعا مكرهين تحت تهديد الثوار، فطلبا الخروج من المدينة بعد أن علما ما حدث بالأمصار وأظهرا عدم رضاهما، وسمح لهما علي

(١) انظر ص (٧٣) حاشية (٤) من هذه الأطروحة وتكررت الإشارة إلى ولاية معاوية ﵁ آخر عهد عثمان من كعب انظر: الكامل في التاريخ للشيباني: ٣/ ٤٨. (٢) تاريخ الطبري: ٣/ ٨٠. وصفين لنصر بن مزاحم: ص ٢٠٠. حيث قال حبيبُ بن مسلمة رسولُ معاوية إلى علي: اعتزل أمر الناس فيكون أمرهم شورى بينهم، يولي الناسُ أمرهم من أجمع عليه رأيهم. وكان ردُّه هذا إيذانًا ببدء القتال لرفض علي ﵁ هذا الردَّ رفضًا قويًا. وقد ورد في مآثر الإنافة للقلقشندي أن معاوية دعا لنفسه قبل الخروج إلى صفين انظر: ١/ ١٠٢. (٣) لم ينصب معاوية ﵁ نفسه خليفة قبل صفين، وانما حصل هذا بعد التحكيم. انظر: نهاية المحتاج للرملي: ٧/ ٤٠٣ كتاب البغاة. الإقناع للشربيني: ٢/ ٥٤٧. الفَرْق بين الفِرَق للبغدادي: ص ٣٤١. الغنية في أصول الدين لعبد الرحمن المتولي النيسابوري: ص ١٨٧ - ١٨٨. تاريخ الإسلام للذهبي: ٣/ ٥٥٢.

1 / 98