The Miracles and the Metaphysics between the Insights of Revelation and the Darkness of Denial and Interpretation

Abdel Fattah Ibrahim Salama d. Unknown
45

The Miracles and the Metaphysics between the Insights of Revelation and the Darkness of Denial and Interpretation

المعجزات والغيبيات بين بصائر التنزيل ودياجير الإنكار والتأويل

Editorial

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Número de edición

السنة الثانية عشرة،العدد السابع والأربعون والثامن والأربعون

Año de publicación

رجب - ذو الحجة ١٤٠٠هـ/١٩٨٠م

Géneros

هل تتكلم جهنم: قال رب العزة ﷻ: ﴿يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَل مِنْ مَزِيدٍ﴾ (٣٠: ق) . أفاد ظاهر هذه الآية الكريمة أن جهنم خوطبت وسئلت، وأنها أجابت وقالت: هل من مزيد. فمن المفسرين من آمن بظاهر ما دلت عليه الآية، ووكل ما وراء ذلك إلى علام الغيوب، ومنهم من طوحت به طوائح التأويلات فهام معها.. فأما أهل الإثبات فهذه آراؤهم: ١- رأي ابن كثير: قال عند تفسيره لهذه الآية الكريمة١: "يخبر تعالى أنه يقول لجهنم يوم القيامة هل امتلأت؟ وذلك لأنه ﵎ وعدها أن سيملؤها من الجنة والناس أجمعين، فهو ﷾ يأمر بمن يأمر به إليها، ويلقى٢ وهي تقول هل من مزيد: أي هل بقي شيء تزيدوني؟ هذا هو الظاهر من سياق الآية، وعليه تدل الأحاديث". ثم ذكر ابن كثير من صحاح الأحاديث ما يؤيد رأيه، ومنها: ما رواه البخاري٣ عن أنس بن مالك عن النبي ﷺ أنه قال: "يلقى في النار وتقول هل من مزيد؟ حتى يضع قدمه فيها فتقول قط قط"، وما رواه الإمام أحمد عن قتادة عن أنس بن مالك ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة قدمه فيها؛ فينزوي بعضها إلى بعض، وتقول قط قط، وعزتك وكرمك، ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله لها خلقا آخر فيسكنهم الله تعالى في فضول الجنة"، ثم رواه مسلم من حديث قتادة بنحوه، وروى ابن كثير عن مجاهد أنه قال: "لا يزال يقذف فيها حتى تقول قد امتلأت، وتقول هل من مزيد"، وعن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم نحو هذا. فعند هؤلاء أن قوله تعالى: ﴿هَلِ امْتَلأْتِ﴾؟ إنما هو بعد ما يضع فيها قدمه فتنزوي، وتقول حينئذ هل بقي في مزيد يسع شيئا؟؛ قال العوفي عن ابن عباس ﵄: "وذلك حين لا يبقى موضع يسع إبرة والله أعلم" ا؟. ٢- رأي القرطبي: وأما القرطبي فقد عرض لرأي المثبتين ولمقالة المؤولين، ثم كان للمثبتين ظهيرا. بيان ذلك أنه قال٤: ﴿يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ﴾ لما سبق من وعده إياها أنه

١ انظر تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج ٤ ص ٢٢٦، ٢٢٧. ٢ أي ويلقى فيها. ٣ انظر كتاب التفسير من البخاري ج ٣ ص ١٣٧ ط الحلبي وفي نفس الصفحة رواية ثانية وهي (.. فيضع الرب ﵎ قدمه) ورواية ثالثة (فلا تمتلئ حتى يضع رجاه) . ٤ انظر تفسير القرطبي ج ١٧ ص ١٨، ١٩.

1 / 204