The Methodology of Imam Ahmad in Critiquing Hadiths
منهج الإمام أحمد في إعلال الأحاديث
Editorial
وقف السلام الخيري
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٥ هـ
Géneros
قالت: ما دخل عليّ النبي ﷺ بعد العصر إلا صلى ركعتين. ا. هـ (^١).
ومن إطلاق البطلان على هذا النوع - أعني خلاف المعروف - ما رواه أبو زرعة الدمشقي:
قال أبو زرعة الدمشقي: "وسألت أحمد بن حنبل عن حديث أنس بن مالك: [دخل رسول الله ﷺ مكة وعبد الله بن رواحة آخذ بغَرزِه؟] قال: لو قلت إنه باطل، وردّه رداًّ شديدًا. قال أبو زرعة: فأما حديث أنس الأول الذي أنكره أحمد بن حنبل فحدّثني أحمد بن شبُّويه قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك قال: [دخل رسول الله ﷺ مكة وابن رواحة آخذ بغرزه وهو يقول: "خلوا بني الكفار عن سبيله"] (^٢).
أنكره الإمام أحمد لأن المعروف أن عبد الله بن رواحة قُتل في مؤتة وكانت قبل دخول النبي ﷺ مكة عام الفتح، هذا إذا حُمل حديثُ أنس بن مالك على أن ذلك كان عامَ الفتح، ولم أر التصريح بذلك في شيء من طرق الحديث، بل الذي ورد أن ذلك كان في عمرة القضاء؛ جاء مصرحًا في رواية الترمذي، وابن حبان (^٣) وغيرهما للحديث الذي ذكره أبو زرعة الدمشقي بإسناده، وإذا كان كذلك فلا اعتراض على الحديث، والله أعلم. اللهم إلا أن يقال وقع ذلك غلطًا كما وقع للإمام الترمذي حيث جعل المؤْتة قبل عمرة القضاء ذهولًا منه وغلطًا،
(^١) شرح علل الترمذي ٢/ ٨٩١. والحديث الذي أشار إليه الدارقطني هو ما رواه الأسود ومسروق عن عائشة أنها قالت: [ما كان النبي ﷺ يأتيني في يوم بعد العصر إلا صلى ركعتين]. صحيح البخاري مع الفتح ٢/ ٦٤/٥٩٣، وصحيح مسلم ١/ ٥٧٢/٣٠١. (^٢) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ص ٤٥٥ - ٤٥٦ رقم ١١٥٢، ١١٥٣. وذكر الذهبي هذا السؤال في ترجمة ابن رواحة في سير أعلام النبلاء ١/ ٢٣٦، وذكر أن الإمام أحمد قال: ليس له أصل. (^٣) الجامع للترمذي ٥/ ١٢٧ ح ٢٨٤٧، والإحسان في تقريب صحيح ابن حبان ١٠/ ٣٧٩ ح ٤٥٢١.
1 / 216