الجوانب الإعلامية في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم

Said bin Ali Thabit d. Unknown
92

الجوانب الإعلامية في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم

الجوانب الإعلامية في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم

Editorial

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٧هـ

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

الخمس فالمصلحة المعتبرة الراجحة لجماعة المسلمين. ٥ - إذاعة الحقيقة في إبانها وفاء بواجب البلاغ. وقد أثبت التحليل الإعلامي لخطب الرسول ﷺ أن للإعلام الإسلامي هديا كاملا في خطب الرسول ﷺ، فقد صعد النبي ﷺ الصفا، وأعلن مفاصلة قومه على مبدأ عقيدة التوحيد انطلاقا من قول الله تعالى: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ﴾ [الحجر: ٩٤] (١) . وفي خطبة أول جمعة صلاها النبي ﷺ في المدينة بين رسول الله ﷺ بعض القيم التي تتصل بحياة الجماعة الإسلامية، وما ينبغي أن تكون عليه من التقوى، واستثار الدوافع الإيمانية لبناء المجتمع الفاضل والرأي العام المستنير المتألف المتراحم المتآخي في الله تعالى، وفي خطبة فتح مكة؛ حيث كان دخولها عنوة هم المجتمع القرشي الأول، فاتخذ من هذا الهم مدخلا لتثبيت حرمة مكة في أذهان الناس وإخلاص العبادة لله الواحد الأحد. ولا يقف مقوم الثقة بالمصدر عند حد ثقة الجمهور به وثبت روايته وحسن اختياره لما يقدم للجمهور المتلقي، وإنما يعد تفسير الأحداث من أهم عوامل الثقة بالمصدر، وللإعلام الإسلامي منهجه الراشد في تفسير الأحداث وربطها بسنن الله في الكون والحياة وآياته في الوحي بشقيه، وهذا المنهج يستمد بعده من منهج القرآن الكريم؛ ولذا فإن رجل الاتصال في الإعلام الإسلامي يفسر الأحداث على أساس هذه السنن التي تحكم الحياة الاجتماعية كما تحكم القوانين الطبيعية للكون، وقد سلك الرسول ﷺ ذلك عندما فسر لجمهور خطبة الفتح حادثة فتح مكة، حيث حمد الله وأثنى عليه ثم قال: «إن الله حبس عن مكة الفيل، وسلط عليه رسوله

(١) سورة الحجر، آية: ٩٤.

1 / 99