الجوانب الإعلامية في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم

Said bin Ali Thabit d. Unknown
82

الجوانب الإعلامية في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم

الجوانب الإعلامية في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم

Editorial

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٧هـ

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

المقوم الأول: الثقة بالمصدر للقائم بالاتصال أهمية كبيرة في منهج الاتصال في الرؤية الإسلامية، فالمصدر سواء أكان شخصية حقيقية أم اعتبارية لا بد فيه من الثقة، وهي تأتي من وجهين: الأول: ثقته بنفسه. الثاني: ثقة مجتمعه به أي الجمهور المتلقي لرسائله الاتصالية، ويظهر الوجه الأول في قول الرسول ﷺ وهو النموذج الأول لرجل الاتصال في المجتمع الإسلامي-: «والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله، أو أهلك فيه ما تركته» (١) والظرف الذي قيلت فيه هذه المقولة المنهجية هو ظرف الكثرة العاتية التي تهجم بكل كيانها على النبي ﷺ، فلو كانت ثقة الرسول ﷺ بنفسه ضعيفة لا تساوي في وزنها الاجتماعي ثقل المجتمع المتكتل عليه بقوة رجاله ورأيه السائد لما أمكنه أن يضع هذا المعيار الخالد الذي يصور المستوى السامي، في عزة النفس، والثقة بالله، وبما يدعو إليه، مما ينبغي أن يتسلح به رجل الاتصال الذي يتأسى بالنبي ﷺ، كما ينبغي عليه أن يحذر من جاذبية الإغراء، ليرتفع إلى هذا المستوى السامي من عزة النفس، والثقة بما عنده من الحق. أما الوجه الثاني: فثقة المجتمع والجمهور المتلقي بالقائم بالاتصال ومصدر الرسالة، ويظهر ذلك في قول الرسول ﷺ في خطبة الصفا: «أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقا» (٢) نعم لقد كان

(١) ابن هشام، السيرة النبوية لابن هشام، مرجع سابق، جـ١، ٢٦٧. (٢) انظر خطبة الصفا، ص: ٣ من هذه الدراسة.

1 / 89