الجوانب الإعلامية في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم

Said bin Ali Thabit d. Unknown
67

الجوانب الإعلامية في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم

الجوانب الإعلامية في خطب الرسول صلى الله عليه وسلم

Editorial

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٧هـ

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

ما لا نجده في إنتاج أحد من البشر؛ لأنهم كما يقول ابن عطية: (يعمهم الجهل والنسيان والذهول، ومعلوم ضرورة أن أحدا من البشر لا يحيط بكل شيء علما، ولا يكون ذلك إلا للخالق ﷻ وتعالى شأنه، الذي أحاط بالكلام كله، فيعلم مكان اللفظة وما يناسبها في الترتيب، وما يصلح أن يكون رديفا لها، فلذا جاء نظم القرآن الكريم في الغاية القصوى من الفصاحة) (١) وجاء كلام المصطفى المعصوم في غاية البيان، كيف لا وهو من قال الله تعالى عنه: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى - إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: ٣ - ٤] (٢) والمتتبع للبداية المثيرة للانتباه في هذه الخطبة البليغة يجد الاستفتاح بجملة خبرية هزت الجمهور المتلقي وأثرت فيه أيما تأثير، وهي الإعلان بقرب أجله، وقرب ختم الرسالة المحمدية؛ حيث قال ﷺ «أيها الناس: اسمعوا قولي فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف؟!!»، وقد جمع الرسول ﷺ في هذه البداية أسلوبين من الاستهلال هما: الاستفتاح بالنداء الشامل للناس، والاستفتاح بالجملة الخبرية المثيرة لاهتمام جماعة المسلمين، لا سيما وأنهم يحبون الرسول ﷺ أكثر من أنفسهم، ومشاركة الناس همومهم والتعاطف مع قضاياهم ومشكلاتهم تعد من المداخل الهامة لجذب الاهتمام، وتحريك الوجدان، واستثارة العقول، وقد أتقن الاتصال النبوي هذا الأسلوب في الاتصال، فأقنع الناس بالحق، وأتقن الإعلام المعاصر هذا المدخل فخاطب الإنسان واتصل به من خلال غرائز التملك والطموح والمحافظة على الصحة، وظهر ما يعرف بنظرية إشباع الحاجات في الاتصال

(١) ابن عطية الأندلسي، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، جـ١، ط / ١ (الدوحة: دار إحياء التراث الإسلامي بدولة قطر، ١٣٩٨هـ) ص: ٦٠. (٢) سورة النجم، الآيتان: ٣، ٤.

1 / 74