The Low Hanging Branch in the Translation and Life of Sheikh Abdul Rahman Al-Tanlani
الغصن الداني في ترجمة وحياة الشيخ عبد الرحمن التنلاني
Editorial
مطبعة دار هومه
Géneros
لمتك على تطميع الخصوم بكثرة الكتابة والتردد فزت على ذلك فإن أمرت من يقرأ عليهم ما خاطبتك به فهو مما يزيد في طمعهم ويوهن حكمك عليهم فما هذه سيرة السلف من قضاة العدل فإن سيرتهم أن يستشيروا من يتقون بعلمه ودينه فما أشاروا به عليهم نظروا فيه فما وافق ما ظهر لهم اتبعوه وما خالفه إن تحققوا خطأه رفضوه وما شكوا فيه أعادوا الشورى حتى يظهر لهم الحق وما بلغنا أن أحدهم أطلع الخصمين على تلك الشورى التي تأتيه من غيره لأن في اطلاعهما عليها حطا من قدر المشاورة وتحقب ..... على المشاور مع عدم الفائدة إذ لا يفهم العوام مخاطبة العلماء على وجهها وربما فهموا منها خلاف المراد كما قال عبد الرحمن بن عوف لعمر ﵄ لما أواد أن يخطب الناس بمنى فأمره بتأخيره ذلك إلى المدينة كما في صحيح البخاري فإنك قد أبرمت الحكم بما ظهر لك بعد الشورى فما فائدة تطميع المحكوم عليه في مراجعتي إذ لو قنع بما عندي ما وقع خصمه إليك وقد أتاني فقلت له لم يبق لي معكم كلام وما عندي كتبه الشاهدان بينكم وهذه نصيحتي والله يوفقنا وإياك وكتب محبكم عبد الرحمن بن عمر لطف الله به آمين.
ومنها القضية التي سأله عنها ولده الشيخ سيدي محمد بن سيدي عبد الرحمن التنلاني نصها سؤال عمن بيده جنان لأولاده أوصى به والده لهم لكونه أوصى لهم بالثلث فخرج فيه بالقسمة فقال لآخر أعطني غرسة أغرسها فيه وتكون بين الغارس وبينهم أنصافا فأعطاها له وغرسها فأثمرت ثم ماتا فقام الأولاد أهل الثلث على ولد معطي الغرسة يريدون نقض ما فعل أبوهم قابلين أنه تصرف فيما لا يملكه وفعل ما لا يحل فأجابهم بأن أباكم هو متولي أمركم فنازعوه في ذلك فهل تبقى النخلة ويصح ما فعل الأب أم لا؟
1 / 47