The Lesser Art of Virtue and The Greater Art of Virtue

Ibn Muqaffac d. 139 AH
10

The Lesser Art of Virtue and The Greater Art of Virtue

الأدب الصغير والأدب الكبير

Editorial

دار صادر

Ubicación del editor

بيروت

Géneros

انظر أين تضع نفسك الواصفون١ أكثر من العارفين، والعارفون أكثر من الفاعلين. فلينظرِ امرؤ أين يضع نفسه؛ فإن لكل امرئ لم تدخل عليه آفة نصيبًا من اللب يعيش به، لا يحب أن له به من الدنيا ثمنًا، وليس كل ذي نصيب من اللب بمستوجب أن يسمى في ذوي الألباب، ولا يوصف بصفاتهم، فمن رام أن يجعل نفسه لذلك الاسم والوصف أهلًا، فليأخذ له عتاده٢، وليعد له طول أيامه، وليؤثره على أهوائه، فإنه قد رام أمرًا جسيمًا لا يصلح على الغفلة، ولا يدرك بالمعجزة، ولا يصير على الأثرة٣، وليس كسائر أمور الدنيا وسلطانها ومالها وزينتها التي قد يدرك منها المتواني ما يفوت المثابر، ويصيب منها العاجز ما يخطئ الحازم. جماع الصواب، وجماع الخطأ: وليعلم أن على العاقل أمورًا إذا ضيعها، حكم عليه عقله بمقارنة الجهال. فعلى العاقل أن يعلم أن الناس مشتركون، مستوون في الحب

١ أراد بالواصفين: المكثرين الكلام. ٢ العتاد: ما أعدَّ لأمر ما. ٣ الأثرة: أن يختار المرء لنفسه أحسن الأشياء دون أصحابه.

1 / 16