على ما فيه، فقد لحق عبد الله بن عمر الحسين ﵃ على مسيرة ليلتين من المدينة فقال: أين تريد؟ قال: العراق، ومعه طوامير وكتب، فقال: لا تأتهم قال: هذه كتبهم وبيعتهم، فقال: إن الله خير نبيه بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة، وإنكم بضعة منه، لا يليها أحد منكم أبدًا، وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم، فارجعوا فأبى، فاعتنقه ابن عمر، وقال: استودعك الله من قتيل (١).
وكانت لفتة هامة لو أعارها الحسين سمعه، وتأملها ﵁، ولكن قناعته بأهليته وهو كذلك، وثقته بما وصله من كتب ووعود وليست كذلك، أثمرت قوة العزيمة والإصرار على الخروج إلى الكوفة مهما يكن الثمن.
ولم يكن هذا هو الموقف الوحيد من عبد الله بن عمر ﵄: فقد نصح الحسين ﵁ في أكثر من موقف، فحين بلغه خروج ابن الزبير والحسين إلى مكة رافضين بيعة يزيد لقيهما وقال: أذكركما الله إلا رجعتما فدخلتما في صالح ما