The Jewish Peril: Protocols of the Learned Elders of Zion

Muhammad Khalifa Al-Tunisi d. 1408 AH
83

The Jewish Peril: Protocols of the Learned Elders of Zion

الخطر اليهودي بروتوكولات حكماء صهيون

Editorial

دار الكتاب العربي

Ubicación del editor

بيروت - لبنان

Géneros

ولقد نسب إلى كتاب ذا الفيلسوف أنه أغرى كثيرًا من الحكام بالطغيان ولا نجد حجة واحدة على صحة هذه التهمة، أو لا نجد حاكمًا كان بارًا في سياسته فمسخته قراءة الكتاب طاغية، أو حاد عن العدل واللين إلى الظلم والقسوة، ولم يزد الطغاة واحدًا بظهور مكيافلي وكتابه، ولا استفاد الطغاة ولا أعوانهم من ذوي الألسنة والأقلام مسوغًا جديدًا للطغيان من كل ما حشد هذا الغر المغرور في كتابه الأمير وسائر كتبه، ولا من كل ما حشد أمثاله من فلاسفة السياسة. وكل ما استفاده قراؤها هو ما استفاد قراء كتب الجاحظ في حيل اللصوص وغش التجارة، وان اختلف المؤلفان في ذلك غرضًا وأسلوبًا، فالجاحظ لم يكن لصًا ولا مسوغًا للصوصية، ولا تاجرًا غاشًا ولا مسوغًا للغش في التجارة، ومكيافلي لم يكن طاغية وان سوغ لبعض الحكام الطغيان، وكلاهما صاحب بحث ونظر لا صاحب تدبير وعمل، وكل حوله وحيلته ان يكتشف ثم يكشف لغيره وسائل أصحاب الحولة والحيلة، وان استهجن الجاحظ مسلك مجرميه عن فطنة وكرامة، واستحسن مكيافلي مسلك مجرميه في غفلة لا مهانة. ونقلة البروتوكولات في تراجمها المختلفة أشبه بالجاحظ في النية والعمل والغاية، وان كان كاتبها ومقروها الصهيونيون أشبه بمكيافلي عملًا، وشرًا منه في نيته وغايته، وهم يغترفون من كتابه معظم أسسهم وتفسيراتهم السياسية ولا سيما في القسم الأول من البروتوكولات، كما ألمعنا إلى ذلك في بعض المواضيع، ومن الفروق بين مكيافلي وبينهم أن نظرته الاجتماعية جزئية ونظرتهم شاملة، والنطاق الذي يستبيح هو فيه مبادئه غير الأخلاقية لا يتعدى دولة محدودة في بقعة لفترة معينة تنتهي بانتهاء الفتنة فيها وكبح أصحابها الذين مزقوا الأمة وعاثوا فيها فسادًا، والنطاق الذي يستبيحون فيه مبادئهم غير الأوقات سواء كانوا في الطريق إلى السلطة أو كانوا على قمتها. والطاغية عند مكيافلي لا ينكر الأخوة الانسانية اساسًا بينه وبين المفسدين من

1 / 87