The Issue of Rapprochement between Sunnis and Shiites
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة
Número de edición
الثالثة
Año de publicación
١٤٢٨ هـ
Géneros
بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك فقالوا: يجوز من سمع حديثًا عن أبي عبد الله أن يرويه عن أبيه أو عن أحد من أجداده، بل يجوز أن يقول قال الله تعالى (١) .
ويقول أحد علمائهم المعاصرين: (إن الاعتقاد بعصمة الأئمة جعل الأحاديث التي تصدر عنهم صحيحة دون أن يشترطوا إيصال سندها إلى النبي ﷺ كما هو الحال عند أهل السنّة) (٢)، ذلك (أن الإمامة استمرار للنبوة) (٣) عندهم، فالنص النبوي استمر - في اعتقادهم - حتى آخر أئمتهم، والسنة في اعتبارهم هي (كل ما يصدر عن المعصوم من قول أو فعل أو تقرير) (٤) .
والمعصوم ليس هو الرسول ﷺ وحده كما يتوهم من يجهل مذهب الشيعة، بل يعدون أئمتهم معصومين كعصمة الرسول لا ينطقون - في اعتقادهم - عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى - كما يزعمون - ولهذا نصوا في دستورهم على أن السنة هي سنة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين (٥) لا سنة رسول الله المعصوم وحده.
ثانيًا: إيداع الشريعة عند الأئمة المعصومين - بعد وفاة الرسول ﷺ
وهذا الاعتقاد من ضرورات مذهبهم وأركان دينهم وفحواه
(١) المصدر السابق.
(٢) عبد الله فياض: «تاريخ الإمامية»: ص ١٤٠.
(٣) محمد رضا المظفر: «عقائد الإمامية»: ص ٦٦.
(٤) محمد تقي الحكيم: «الأصول العامة للفقه المقارن»: ص ١٢٢.
(٥) «الدستور الإسلامي لجمهورية إيران»: ص ٢٠.
1 / 255