التفسير المنير - الزحيلي

Wahbah al-Zuhayli d. 1436 AH
20

التفسير المنير - الزحيلي

التفسير المنير - الزحيلي

Editorial

دار الفكر (دمشق - سورية)

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١١ هـ - ١٩٩١ م

Ubicación del editor

دار الفكر المعاصر (بيروت - لبنان)

Géneros

وللعلماء رأيان في طريقة كتابة القرآن أو الإملاء (^١): ١ - رأي جمهور العلماء ومنهم الإمامان مالك وأحمد: أنه يجب كتابة القرآن كما وردت برسمها العثماني في المصحف الإمام، ويحرم مخالفة خط عثمان في جميع أشكاله في كتابة المصاحف، لأن هذا الرسم يدلّ على القراءات المتنوعة في الكلمة الواحدة. ٢ - رأي بعض العلماء (وهم أبو بكر الباقلاني وعز الدين بن عبد السلام وابن خالدون): أنه تجوز كتابة المصاحف بالطرق أو الرسوم الإملائية المعروفة للناس، لأنّه لم يرد نص في الرسم، وإن ما في الرسم من زيادات أو حذوف لم يكن توقيفا أوحى الله به على رسوله، ولو كان كذلك لآمنا به وحرصنا عليه، وإذا كتب المصحف بالإملاء الحديث أمكن قراءته صحيحا وحفظه صحيحا. وقد رأت لجنة الفتوى بالأزهر وغيرها من علماء العصر (^٢) الوقوف عند المأثور من كتابة المصحف، احتياطا لبقاء القرآن على أصله لفظا وكتابة، وحفاظا على طريقة كتابته في العصور الإسلامية السابقة، دون أن ينقل عن أحد من أئمة الاجتهاد تغيير هجاء المصحف عما رسم به أولا، ولمعرفة القراءة المقبولة والمردودة، فلا يفتح فيه باب الاستحسان الذي يعرض القرآن للتغيير والتحريف، أو للتلاعب به، أو البعث بآياته من ناحية الكتابة. لكن لا مانع في رأي جماهير العلماء من كتابة القرآن بطرق الإملاء الحديثة في مجال الدرس والتعليم، أو عند الاستشهاد بآية أو أكثر في بعض المؤلفات الحديثة، أو في كتب وزارة التربية والتعليم، أو أثناء عرضه على شاشة التلفاز.

(^١) تلخيص الفوائد لابن القاصّ: ص ٥٦ وما بعدها، الإتقان للسيوطي: ١٦٦/ ٢، البرهان في علوم القرآن للزركشي: ٣٨٧، ٣٧٩/ ١، مقدمة ابن خالدون: ص ٤١٩. (^٢) مجلة الرسالة: العدد ٢١٦، سنة ١٩٣٧، ومجلة المقتطف تموز سنة ١٩٣٣

1 / 25