158

اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون

اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون

Editorial

المكتبة العامرية للإعلان والطباعة والنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Ubicación del editor

الكويت

Géneros

وَقَالَ الحَافِظُ في الفَتْحِ: والذِي يَظْهَرُ مِنْ سِيَاقِ الحَدِيثِ (١) الذِي فِيهِ المُبَالَغَةُ في رَمْيِ الشُّهُبِ لِحِرَاسَةِ السَّمَاءِ مِنِ اسْتِرَاقِ الْجِنِّ السَّمْعَ دَالٌّ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كَانَ قَبْلَ المَبْعَثِ النَّبَوِيِّ، وإنْزَالِ الوَحْي إلى الأَرْضِ، فَكَشَفُوا ذَلِكَ إِلَى أَنْ وَقَفُوا عَلَى السَّبَبِ، ثُمَّ لمَّا انْتَشَرَتِ الدَّعْوَةُ، وأسْلَمَ مَنْ أسْلَمَ، قَدِمُوا فَسَمِعُوا، فأسْلَمُوا، ثُمَّ تَعَدَّدَ مَجِيئُهُمْ حَتَّى فِي المَدِينَةِ (٢). وَقَالَ في مَوْضِعٍ آخَرَ فِي الفَتْحِ: والذِي تَضَافَرَتْ بِهِ الأَخْبَارُ أَنَّ ذَلِكَ وَقَعَ لَهُمْ في أوَّلِ البِعْثَةِ النَّبَوِيَّةِ ... فَتَكُونُ قِصَّةُ الجِنِّ مُتَقَدِّمَةً مِنْ أوَّلِ المَبْعَثِ، وهَذَا المَوْضِعُ مِمَّا لَمْ يُنَبَّهْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِمَّنْ وَقَفْتُ عَلَى كَلامِهِمْ في شَرْحِ هَذَا الحَدِيثِ (٣). * حَدِيثٌ ضَعِيفٌ: وَأَمَّا مَا أخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ في جَامِعِهِ، وأبُو دَاوُدَ في سُنَنِهِ عنِ ابنِ مَسْعُودٍ ﵁ قَالَ: قَالَ لِي رسُولُ اللَّهِ ﷺ لَيْلَةَ الجِنِّ: "مَا فِي إِدَاوَتِكَ (٤)؟، أَوْ رَكْوَتِكَ؟ " (٥).

(١) هو حديثُ ابن عباس ﵄ الذِي ذكَرْنَاهُ قَبْلَ قَلِيلٍ مِنْ أمْرِ التِبَاسِ الأمْرِ على الجِنِّ، وبسَبَبِ إرسَالِ الشُّهُبِ عليهم. (٢) انظر فتح الباري (٧/ ٥٦٣). (٣) انظر فتح الباري (٩/ ٦٧٤). (٤) الإدَاوَةُ: بكَسْرِ الهمزةِ إنَاءٌ صَغِيرٌ من جِلْدٍ يُتَّخَذُ للمَاءِ. انظر النهاية (١/ ٣٦). (٥) الرَّكْوَةُ: بفتحِ الرَّاء إناءٌ صغيرٌ مِنْ جِلدٍ يُشْرَبُ فيهِ الماءُ. انظر النهاية (٢/ ٢٣٧).

1 / 161