اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون
اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون
Editorial
المكتبة العامرية للإعلان والطباعة والنشر والتوزيع
Edición
الأولى
Año de publicación
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
Ubicación del editor
الكويت
Géneros
وَفَضْلًا (١)، فَكُنْتُ أَرْجُو أَنْ يَهْدِيَهُ ذَلِكَ إِلَى الإِسْلَام، فَلَمَّا رَأَيْتُ مَا أصَابَهُ، وَذَكَرْتُ مَا مَاتَ عَلَيْهِ مِنَ الكُفْرِ، بَعْدَ الذِي كُنْتُ أرْجُو لَهُ، أحْزَنَنِي ذَلِكَ، فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ لِأَبِي حُذَيْفَةَ ﵁ بِخَيْرٍ (٢).
* الرَّسُولُ ﷺ يُنَادِي صَنَادِيدَ قُرَيْشٍ فِي القَلِيبِ:
جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ثَلَاثَ لَيَالٍ (٣) فِي بَدْرٍ بَعْدَ انْتِهَاءَ الْمَعْرَكَةِ، فَلَمَّا كَانَ
(١) يَتَجلى حِلْمُ وعَقْلُ عُتبة بن ربيعة في أنه حاول إقناعَ قريش على عدم خَوْض المعركة مع المسلمين ونُصْحه الشديد لهم، لكن دُون جدوى، وهو الذي قال فيه رَسُول اللَّهِ ﷺ كما تقدم: "إن يكن في القوم أحدٌ يأمرُ بخير، فعسى أن يكون صاحبَ الجمل الأحمر"، وكان عُتبة بن ربيعة، وهو الذي حاور رَسُول اللَّهِ ﷺ في مكة، فقرأ عليه رَسُول اللَّهِ ﷺ سورة فصلت، فعاد لقريش ينصحهم باتباع الرسول ﷺ أو بتركه ودعوته، فإن ظهر على العرب فهو من عزّ فريش -وقد تقدم ذكر ذلك في الفترة المكية، فراجعه-.
(٢) أخرج ذلك ابن حبان في صحيحه - كتاب إخباره ﷺ عن مناقب الصحابة - باب ذكر أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة ﵁ رقم الحديث (٧٠٨٨) - وأخرجه الحاكم في المستدرك - كتاب معرفة الصحابة - باب كلام النبي ﷺ مع أموات المشركين - رقم الحديث (٥٠٤٥) وإسناده جيد - وأخرجه ابن إسحاق في السيرة (٢/ ٣٥٢) بدون سند.
(٣) كان هذا من عادة الرسول ﷺ أن يُقيم في أرض المعركة بعد انتهائها ثلاث ليالٍ، فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه - رقم الحديث (٣٠٦٥) - وابن حبان في صحيحه - رقم الحديث (٤٧٧٦) عن أبي طلحة ﵁ قال: كان رَسُول اللَّهِ ﷺ إذا غلب قَومًا أحبَّ أن يُقِيم بعَرْصَتِهم ثلاثًا، وفي رواية البخاري قال: ثلاث ليال.
قال الحافظ في الفتح (٦/ ٢٩٧): العَرْصَة: بفتح العين والصاد وسكون الراء: هي البُقْعة الواسعة بغير بِنَاء من دار وغيرها.
وقال المُهَلَّب فيما نقله عنه الحافظ في الفتح (٦/ ٢٩٧): حكمة الإقامة لإراحة الظهر -وهي الإبل- والأنفُس، ولا يخفى أن محله إذا كان في أمن من عدو وطارِقٍ. =
2 / 437