The Hereafter - Omar Abdelkafy
الدار الآخرة - عمر عبد الكافي
Géneros
الغلول
قد عرفنا كيف اشتعل القبر نارًا على من غل شملة في غزوة من الغزوات بدون وجه حق، والإنسان الذي يأخذ ورقة من مكان عمله أو أستيكة، أو قلمًا، أو يركب سيارة العمل لزيارة أولاده، أو يستخدم تلفون المصلحة للأغراض الشخصية؛ لا بد أن يدفع ثمن المكالمة التي تكلمها، سواءً كان قطاعًا خاصًا أو عامًا، فإذا استخدمت هذا التلفون حتى تسلم على خالتك وعمتك وبنت أختك وبنت أخيك وقريبك وصاحبك فقد استخدمته بدون حق، مثل الذي غل الشملة على أيام رسول الله ﷺ، فإذا اضطررت أنك تستخدم تلفون المصلحة فتصدق بما يوازي ثمن هذه المكالمة، أو ادفع ثمنها للجهة صاحبة الحق بوسيلة أو بأخرى، كأن تشتري ورقة دمغة أو غيرها، وهكذا الذي يركب في الأتوبيس من غير تذكرة، كأن لم يستطع أن يصل إلى مكان التذاكر من الزحمة، فعليه أن ينزل ويشتري تذكرة أتوبيس من المحطة ويقطعها ولا يركب بها، أو يتصدق بما يوازي ثمن التذكرة وإلا يكون آكلًا في بطنه نارًا يوم القيامة، وأنا أقول هذا حتى تصل الأمانة إليكم.
اللهم اجعلنا من أهل الأمانة ومن المحافظين عليها يا رب العالمين.
أيضًا هناك نقطة مهمة: إذا كنت بيتكم الساعة العاشرة صباحًا فلا تسرج النور بالكهرباء، فإذا كنت قاعدًا في المصلحة أو في المكتب فلا تسرج النور، واتق الله؛ لأن الفلوس ليست من جيبك، بل أنت راعٍ فيما خولك الله.
وأما أن تقول: هذا على قدر فلوسهم فلا، بل استقيل، وانظر عملًا يعجبك ما دام أنك لم يعجبك الخمسين والستين جنيه أو مائة جنيه أو مائة وخمسين، واذهب وانظر الذي يعطيك ألفين أو ثلاثة آلاف جنيه ما دام أنك خبير وخطير.
فإذا رضيت بما قسم الله لك بارك الله لك في القليل.
اللهم بارك لنا في القليل وحببنا فيه وفي الحلال يا رب العالمين!
5 / 12