The Guiding Gift to the Tijaniyya Sect
الهدية الهادية إلى الطائفة التجانية
Número de edición
الثانية
Géneros
ثالثها: إن يقال هذه العلوم التي اختص بها رسول الله ﷺ الشيخ التجاني ما هي؟ وهل علَّمها الشيخ تلامذته ومُريديه أم كتمها عنهم؟ فإن علمهم إياها فأبرزوها لنا وإن لم يعلمهم إياها فما فائدتها وفي الحديث الصحيح أن النبي ﷺ قال: (اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع ودعاء لا يسمع ونفس لا تشبع وعلم لا ينفع) .
وفي صحيح البخاري عن علي بن أبي طالب ﵁ أنه قيل له: هل خصكم رسول الله ﷺ معشر أهل البيت بشيء فقال: (والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما خصنا رسول الله ﷺ بشيء إلا فهما يُعطاه رجل في كتاب الله وإلَّا ما في هذه الصحيفة فقرأت فإذا فيها العقل وفكاك الأسير وألا يُقتل مسلم بكافر) فإن قيل قد صح عن حذيفة وأبي هريرة أن النبي ﷺ أخبرهما بأمور كان يكتمانها فالجواب أن الذي أخبر به حذيفة أسماء المنافقين ولم يكن يكتمها عن جميع الناس إنما كان يكتمها عن عامة الناس بدليل قوله لعمر بن الخطاب ﵁ حين سأله فقال أنشدك الله هل ذكر لك رسول الله ﷺ اسمي في أسماء المنافقين فقال لا ولا أزكي بعدك أحد وإنما كتم حذيفة أسماء المنافقين لأن المفسدة التي في ذكرها تفوق المصلحة التي في كتمنها، ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح وأما أبو هريرة فقد أخبره النبي ﷺ بالفتن التي تقع بعد وفاته ﷺ فكان أبو هريرة يقول كما في صحيح البخاري (حملت عن النبي ﷺ وعاءين أما أحدها فبثثته لكم وأما الآخر فلو بثثته لقطع مني هذا البلعوم) ومع ذلك باح به للخاصة فقال أعوذ بالله من حدود الستين وإمارة الصبيان وقد روى الأئمة الشيء الكثير من أخبار الفتن التي وقعت في زمن بني أمية عموما وخصوصا فثبت بذلك أن أبا هريرة لم يكن يكتمها عن الخاصة.
المسألة التاسعة
قال صاحب الرماح نقلا عن من سأل شيخه: وسألته عن حقيقة الولاية فأجاب ما نصه: الولاية عامة وخاصة، فالعامة من آدم ﵇ إلى عيسى ﵇ والخاصة هي من سيد الوجود ﷺ إلى الختم والمراد بالخاصة هي من اتصف صاحبها بأوصاف الحق الثلاثمائة على الكمال ولم ينقص منها واحدًا إن لله ثلاثمائة خلق من اتصف بواحدٍ منها دخل الجنة وهذا خاص بسيد الوجود صلى
1 / 61