57

أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة

أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة

Editorial

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢١هـ

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

وجاء آخرون دب إليهم إبليس فقال: إنما كانوا يعبدونهم وبهم يسقون المطر، فعبدوهم " (١) . فجمعوا بين فتنتين:
الأولى: العكوف عند قبورهم.
الثانية: تصوير صورهم ونصبها في مجالسهم والجلوس إليها.
فبهذا وقع الشرك لأول مرة في تاريخ البشرية فهما أعظم وسائل الشرك في كل زمان ومكان.
د- أنواع الشرك: ينقسم الشرك إلى قسمين: أكبر وأصغر.
١ - الشرك الأكبر: هو اتخاذ ند مع الله يعبد كما يعبد الله، وهو ناقل من ملة الإسلام محبط للأعمال كلها، وصاحبه إن مات عليه يكون مخلدا في نار جهنم لا يقضى عليه فيموت ولا يخفف عنه من عذابها.
أنواع الشرك الأكبر: وينقسم الشرك الأكبر إلى أربعة أنواع:
١ - شرك الدعوة، أي الدعاء، وذلك أن الدعاء من أعظم أنواع العبادة، بل هو لب العبادة كما قال النبي ﷺ: «الدعاء هو العبادة»، رواه أحمد والترمذي وقال حديث حسن صحيح (٢) قال الله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: ٦٠] (غافر: ٦٠) .
ولما ثبت أن الدعاء عبادة، فصرفه لغير الله شرك، فمن دعا نبيا أو ملكا أو وليا أو قبرا أو حجرا أو غير ذلك من المخلوقين فهو مشرك كافر، كما

(١) تفسير الطبري (١٢ / ٢٥٤) .
(٢) مسند أحمد (٤ / ٢٦٧)، وسنن الترمذي برقم (٢٩٦٩) .

1 / 61