28

The Fragrance of Jasmine in the Biography of the One with Two Wings

عبق الرياحين في سيرة ذي الجناحين

Editorial

مبرة الآل والأصحاب

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Ubicación del editor

الكويت

Géneros

غيره. ويقال: إنها لما بلغها قتل ولدها محمد بمصر قامت إلى مسجد بيتها وكظمت غيظها حتى شخب ثدياها دمًا (^١). وكانت ذات حكمة في أجوبتها، صاحبة فطنة وذكاء، فمن ذلك: ما أخرجه ابن سعد عن الشعبي قال: «تزوج علي بن أبي طالب أسماء بنت عميس فتفاخر ابنها محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر فقال كل واحد منهما: أنا أكرم منك وأبي خير من أبيك، فقال لها علي: اقضي بينهما يا أسماء. فقالت: ما رأيت شابًا من العرب خيرًا من جعفر ولا رأيت كهلًا خيرًا من أبي بكر، فقال علي: ما تركت لنا شيئًا، ولو قلت غير هذا لمقتك» (^٢). وهذا يرينا العلاقة الحميمة التي كانت بين الصحابة وبين آل النبي ﵌، فلقد حزنت أسماء بنت عميس ﵂ حزنًا شديدًا على جعفر بن أبي طالب ﵁ وهي التي قالت فيه: «ما رأيت شابًا خيرًا من جعفر»، ولم يمنعها ذلك من أن تتزوج أبا بكر ﵁، ومن بعده علي بن أبي طالب ﵁. فقد تزوجت أسماء بنت عميس أبا بكر... والرسول ﵌ بين أظهرهما، ولو كانت هناك بغضاء وعداء لما قبلت بأبي بكر زوجا لها، ولما مدحته وأخبرت أنه خير الكهول، ولما قبل رسول الله ﵌ لأسماء بنت عميس ﵂ أن تتزوج أبا بكر وهي أرملة جعفر بن أبي طالب ﵁ الذي هو من آل بيته وابن عمه.

(^١) الإصابة (٧/ ٤٩٠). (^٢) أخرجه ابن سعد (٨/ ٢٨٥) ورجاله ثقات، وأحمد في فضائل الصحابة (١٧٢٠)، قال ابن حجر في الإصابة (٧/ ٤٩٠) إسناده صحيح.

1 / 33