237

The Foundations of Attaining God Almighty

أصول الوصول إلى الله تعالى

Editorial

المكتبة التوفيقية

Número de edición

الثانية

Ubicación del editor

القاهرة

Géneros

يا رب، القرآن ثقيل علىّ فسهله لى .. يا رب، لا أقوم الليل ولا أصلى الفجر فبأى وجه أقابلك، فخذ بيدى .. يا رب، المعاصى تملأ الارض، وكلما مشيت وقعت، فخذ بيدى .. يا رب .. يا رب .. هذا هو حال المؤمن، كمثل رجل فى البحر على خشبة يقول: يا رب .. يا رب، فاللهم سلمنا وارض عنا .. اضطرار وافتفار مع حسن ظن أنه لن يخيب رجاءك فيه، فيأخذ بذلك يدك ويبلغك المطلوب.
الثامن: الخشية لقاح المحبة:
قال ابن القيم: " والخشية لقاح المحبة، فإذا اجتمعا أثمرا امتثال الاوامر واجتناب المناهى ".
قال سهل: خوف الصديقين من سوء الخاتمة عند كل خطوة وعند كل حركة، وهم الذين وصفهم الله - تعالى -، إذ قال: " وقلوبهم وجلة " (المؤمنون: ٦٠).
لمّا احتضر سفيان الثورى جعل يبكى، فقيل له: يا أبا عبدالله، عليك بالرجاء، فإن عفو الله أعظم من ذنوبك، فقال: أو على ذنوبى أبكى؟!، لو علمت أنى أموت على التوحيد لم أبال بأن ألقى الله بأمثال الجبال من الخطايا.
وقال ثابت البنانى: ما شرب داود ﵇ شرابا بعد المغفرة إلا ونصفه ممزوج بدموع عينيه.
وهذا الصحابى الجليل عبدالله بن عمرو بن العاص يقول: " لأن أدمع دمعة من خشية الله أحب إلىّ من أن أتصدق بألف دينار ".

1 / 249