219

The Foundations of Attaining God Almighty

أصول الوصول إلى الله تعالى

Editorial

المكتبة التوفيقية

Número de edición

الثانية

Ubicación del editor

القاهرة

Géneros

إشارة إلى ما تقدم أول السورة من ها هنا. وهذا هو المؤثر، وقوله: " لمن كان له قلب " فهذا هو المحل القابل، والمراد به القلب الحى الذى يعقل عن الله، كما قال - تعالى -: " إن هو إلا ذكر وقرآن مبين * لينذر من كان حيا " (يس: ٦٩ - ٧٠)، أى: حى القلب. وقوله: " أو ألقى السمع وهو شهيد " (ق: ٣٧) أى: وجه سمعه، وأصغى حاسة سمعه إلى ما يقال له، وهذا شرط التأثر بالكلام.
وقوله: " وهو شهيد "، أى شاهد القلب حاضر غير غائب.
قال ابن قتيبة: " استمع كتاب الله وهو شاهد القلب والفهم، ليس بغافل ولا ساه. وهو إشارة الى المانع من حصول التأثير، وهو سهو القلب وغيبته عن تعقل ما يقال له والنظر فيه وتأمله. فإذا حصل المؤثر وهو القرآن، والمحل القابل وهو القلب الحى ووجد الشرط وهو الاصغاء، وانتفى المانع وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب وانصرافه عنه الى شىء آخر، حصل الاثر وهو الانتفاع والتذكر ".
ويواص ابن القيم حديثه الممتع فيقول: " فصاحب القلب يجمع بين قلبه وبين معانى القرآن، فيجدها كأنها قد كتبت فيه، فهو يقرؤها عن ظهر قلب. ومن الناس من لا يكون تام الاستعداد، واعى القلب، كامل الحياة، فيحتاج الى شاهد يميز له بين الحق والباطل، ولم تبلغ حياة قلبه ونوره وذكاء فطرته مبلغ صاحب القلب الحى الواعى، فطريق حصول هدايته أن يفرغ سمعه للكلام، وقلبه لتأمله والتفكر فيه، وتعقل معانيه، فيعلم حينئذ انه الحق ".

1 / 231