253

The Foundational Methodology for Studying Analytical Exegesis

المنهج التأصيلي لدراسة التفسير التحليلي

Géneros

ويبين النَّبِيُّ ﷺ مصير المتكبر والمتعالي على الناس فيقول: «لا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ، وَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرِيَاءَ» (^١).
ولماذا لا يدخل المتكبر الجنة؟ لانتفاء حقيقة الذل والخضوع والانكسار لله عنه، وهذه هي أعظم وأَجَلُّ مشاهد العبودية الحقة لله تعالى، وفي مثل ذلك يقول ابن تيمية: الكبر ينافي حقيقة العبوديَّة، كما ثبت في «الصَّحيح»: عن النَّبي ﷺ أنَّه قال: «يقول الله: العظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني واحدًا منهما عذَّبته» (^٢). فالعظمة والكبرياء من خصائص الرُّبوبيَّة، والكبرياء أعلى من العظمة؛ ولهذا جعلها بمنزلة الرِّداء، كما جعل العظمة بمنزلة الإزار (^٣).
الوصية الثانية من وصايا لقمان لابنه في الجانب الأخلاقي:
٢ - الأمر بالوقار وترك الخيلاء
قوله سبحانه: ﴿وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا﴾ [لقمان: ١٨].
قال الراغب: «المشي: الانتقال من مكان إلى مكان بإرادة» (^٤).
يعاود لقمان الوصية لولده بالبعد عن صفة أخرى من صفات التكبُّر والخيلاء ألا وهي المشْي في الأرض مرَحًا وخُيَلاءً وإعجابًا بالنفس.

(^١) أخرجه مسلم (١/ ٩٣) (رقم: ٩١)، وأبو داود (٤/ ٥٩) (رقم: ٤٠٩١)، والترمذي (٤/ ٣٦٠)، (رقم: ١٩٩٨) وقال: «حسن صحيح»، وابن ماجه (١/ ٢٢) (رقم: ٥٩)،
وأخرجه أيضًا: البزار (٤/ ٣٢٣) (رقم: ١٥١٢)، وأبو يعلى (٨/ ٤٧٦) (رقم: ٥٠٦٥)، والشاشي (٢/ ٣٠٩) (رقم: ٨٨٩)، وابن حبان (١/ ٤٦٠) (رقم: ٢٢٤)، والطبراني (١٠/ ٧٥) (رقم: ١٠٠٠٠)، وابن منده في الإيمان (٢/ ٦١١) (رقم: ٥٤٢).
(^٢) مسلم (٤٧٥٩).
(^٣) العبودية (٩٩).
(^٤) مفردات ألفاظ القرآن، للراغب الأصفهاني (٢/ ٣٧٧).

1 / 253