302

The Forty Creedal Principles

الأربعون العقدية

Editorial

دار الآثار

Número de edición

الأولى

Año de publicación

٢٠٢١ م

Ubicación del editor

مصر

Géneros

تيمية وابن القيم والآجري، والكتاني صاحب كتاب "المتناثر في نظم المتواتر"، والبيهقي فى كتاب الرؤية. (^١)
... وإليك طرفٌ من هذه الأحاديث الصحاح:
١ ما ورد فى حديث الباب:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضى الله عنه- من قوله ﷺ:
«هَلْ تُضَارُّونَ فِي القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ؟، هَل تُضَارُّونَ فِي الشَّمْسِ، لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ؟ فقَالَ ﷺ: «فَإِنَّكُمْ تَرَوْنَهُ كَذَلِكَ».
وما أخبر به النبي ﷺ من أنَّ المؤمنين يرون ربهم كما يرون الشمس والقمر فهذا من باب تشبيه الرؤية بالرؤية، لا المرئي بالمرئي؛ فإن الله -تعالى- لا شبيه له ولا نظير، فإنه ليس المقصود تشبيه الله -تعالى - بالقمر، وإنما تشبيه رؤية الله ﷿ برؤية القمر، وهذا كقوله ﷺ:
" أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَلِجُ الجَنَّةَ صُورَتُهُمْ عَلَى صُورَةِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ" (^٢)، ولم يلزم من ذلك أنهم مماثلون في الحقيقة للقمر، وهذا مستقر بأصل العقل، والعرب تارة تذكر التشبيه للصفة، وتارةً تذكر التشبيه للموصوف. (^٣)
٢ - عنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ -رضى الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ:
إِنِّي قَدْ حَدَّثْتُكُمْ عَنِ الدَّجَّالِ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ لَا تَعْقِلُوا، إِنَّ مَسِيحَ الدَّجَّالِ رَجُلٌ قَصِيرٌ، أَفْحَجُ، جَعْدٌ، أَعْوَرُ مَطْمُوسُ الْعَيْنِ، لَيْسَ بِنَاتِئَةٍ، وَلَا حَجْرَاءَ، فَإِنْ أُلْبِسَ عَلَيْكُمْ، فَاعْلَمُوا أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، تَعَلَّمُوا أَنَّهُ لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ ﷿ حَتَّى يَمُوتَ. (^٤)
فقوله ﷺ:
" تَعَلَّمُوا أَنَّهُ لَنْ يَرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رَبَّهُ ﷿ حَتَّى يَمُوتَ":
دل أن الرؤية ليست منفية على كل حال، فما بعد كلمة "حتى" يغاير في الحكم ما قبلها. ونظير ذلك قوله تعالى (وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ)

(^١) وانظر الانتقاد الرجيح شرح الاعتقاد الصحيح (ص/١١٩)
(^٢) متفق عليه.
(^٣) وانظرالتدمرية (ص/٨٧) ولمعة الاعتقاد (ص/٢٢) وشرح الطحاوية ليوسف الغفيص (ص/٧)
(^٤) رواه مسلم (٢٩٣١) وأبو داود (٤٣٢٠) وأحمد (٢٢٧٦٤)

1 / 323