The Forty Creedal Principles
الأربعون العقدية
Editorial
دار الآثار
Número de edición
الأولى
Año de publicación
٢٠٢١ م
Ubicación del editor
مصر
Géneros
يجتمع الناس جميعُهم على الكفر؛ وهذا ما رجّحه ابن رجَب (^١).
*قلت:
ويؤيده: قوله تعالى: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾ [الحجر: ٤٢].
جواب ثالث: أن يقال: إن نفي الشرك في الأمة خاص ببعض الأماكن دون بعض، كما في قوله ﷺ: «إنّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئِسَ أَنْ يُعْبَدَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ» (^٢).
جواب رابع:
أن يقال: إنه في الصحابة ﵃ خاصة؛ لأن الرسول ﷺ قال: «عليكم». قال الحافظ: "فيه إنذار بما سيقع، فوقعَ كما قال ﷺ، وأن الصحابة لا يُشركون بعدَه؛ فكان كذلك، ووقعَ ما أنذر به من التنافس في الدنيا" (^٣).
جواب خامس:
أن يقال: لعلّ النبي ﷺ قال ذلك قبل أن يوحى إليه بأن طوائف من الأمة سوف يضلون ويشركون (^٤).
وأقرب هذه الأَجْوِبة هو الجواب الأول، ثم الثاني. والله أعلمُ.
*ومن الفوائد التي تتعلق بحديث الباب: تفرُّق السابقينَ، وتقليدُ اللاحقينَ:
والمعنى الذي ورد في الحديث من تفرق اليهود والنصارى قد ورد في عدة مواضع من القرآن، منها: قوله تعالى: ﴿وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾ [البينة: ٤]، وقال تعالى: ﴿وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ...﴾ [الشورى: ١٤]، وقال تعالى: ﴿وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ...﴾ [آل عمران: ١٩].
_________
(^١) دعاوى المُناوئينَ (ص/٢٢٣).
(^٢) ومما يضعّف هذا الوجهَ: أن أكثر من ارتدَّ بعد وفاة الرسول ﷺ إنما كانوا في جزيرة العرب.
(^٣) فتْح الباري شرح صحيح البخاري (٦/ ٦١٤).
(^٤) فتْح الباري شرح صحيح البخاري (٦/ ٦١٤)، ويُنظر لهذه الأوجُه ولغيرها: [أحاديث يُوهم ظاهرُها التعارُضَ] (ص/٢٦٦).
1 / 29