The Farewell of the Prophet ﷺ to His Nation
وداع الرسول ﷺ لأمته
Editorial
مطبعة سفير
Ubicación del editor
الرياض
Géneros
قلبي أن يحب الناس بعده رجلًا قام مقامه أبدًا، ولا كنت أرى أنه لن يقوم أحد مقامه إلا تشاءم الناس به، فأردت أن يعدل ذلك رسول اللَّه ﷺ عن أبي بكر» (١)؛ ولهذا قال ﷺ لها ولحفصة: «إنكن لأنتن صواحب يوسف» (٢).
قال ابن كثير رحمه اللَّه تعالى: «وتقديمه ﷺ لأبي بكر معلوم بالضرورة من دين الإسلام، وتقديمه له دليل على أنه أعلم الصحابة، وأقرؤهم لما ثبت في الصحيح: «يؤمّ القوم أقرؤهم لكتاب اللَّه ..» (٣) الحديث. نعم قد اجتمعت في أبي بكر هذه الصفات ﵁ ... (٤).
وخلاصة القول: إن الدروس والفوائد والعبر في هذا المبحث كثيرة، ومنها:
١ - استحباب زيارة قبور الشهداء بأحُدٍ، وقبور أهل البقيع،
والدعاء لهم بشرط عدم شد الرحال، وعدم إحداث البدع.
_________
(١) البخاري، برقم ١٩٨، و٤٤٤٥، ومسلم، برقم ٤١٨، رواية ٩٣.
(٢) البخاري، برقم ٧١٣، مسلم، برقم ٤١٨، وتقدم تخريجه.
(٣) مسلم، برقم ٦٧٣.
(٤) البداية والنهاية، ٥/ ٢٣٤، وروى البيهقي عن أنس ﵁ أنه كان يقول: «آخر صلاة صلاها رسول اللَّه ﷺ مع القوم في ثوب واحد ملتحفًا به خلف أبي بكر» قال ابن كثير ﵀ في البداية والنهاية، ٥/ ٢٣٤: «وهذا إسناد جيد على شرط الصحيح»، ورجح العلامة ابن باز ﵀ أن النبي ﷺ لم يصلِّ خلف أحد من أمته إلا عبد الرحمن بن عوف. قلت: أما الصلاة التي صلاها مع أبي بكر؛ فإنه هو الإمام، كما تقدم، واللَّه أعلم.
1 / 43