The Farewell of the Prophet ﷺ to His Nation
وداع الرسول ﷺ لأمته
Editorial
مطبعة سفير
Ubicación del editor
الرياض
Géneros
الأمور؛ لقوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ (١).
٢ - أن النبي ﷺ أحسن الناس خَلْقًا، وخُلُقًا، وألينهم كفًّا، وأطيبهم ريحًا، وأكملهم عقلًا، وأحسنهم عشرة، وأعلمهم باللَّه، وأشدهم له خشية (٢)، وأشجع الناس، وأكرم الناس، وأحسنهم قضاء، وأسمحهم معاملة، وأكثرهم اجتهادًا في طاعة ربه، وأصبرهم وأقواهم تحمّلًا، وأشدّهم حياءً، ولا ينتقم لنفسه، ولا يغضب لها، ولكنه إذا انتُهِكت حرمات اللَّه، فإنه ينتقم للَّه تعالى، وإذا غضب للَّه لم يقم لغضبه أحد، والقوي، والضعيف، والقريب، والبعيد، والشريف، وغيره عنده في الحق سواء، وما عاب طعامًا قطُّ إن اشتهاه أكله، وإن لم يشتهه تركه، ويأكل من الطعام المباح ما تيسَّر، ولا يتكلَّف في ذلك، ويقبل الهدية، ويكافئ عليها، ويخصف نعليه، ويرقّع ثوبه، ويخدم في مهنة أهله، ويحلِبُ شاته، ويخدِمُ نفسه، وكان أشدَّ الناس تواضعًا، ويجيب الداعي: من غني أو فقير، أو دنيء أو شريف، وكان يحب المساكين، ويشهد جنائزهم، ويعود مرضاهم، ولا
يحقر
_________
(١) سورة الأحزاب، الآية: ٢١.
(٢) ولهذا قال عبد اللَّه بن الشَّخِّير: أتيت رسول اللَّه ﷺ وهو يصلي ولجوفه أزيزٌ كأزيز المِرجل من البكاء، أبو داود،، برقم ٩٠٤، وصححه الألباني في مختصر الشمائل، برقم ٢٧٦، ومعنى: أزير المرجل: أي غليان القدر.
1 / 16