The Encyclopedia of the Authentic Prophetic Biography - The Meccan Era
الموسوعة في صحيح السيرة النبوية - العهد المكي
Editorial
مطابع الصفا
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٢٣ هـ
Ubicación del editor
مكة
Géneros
مقدمة الموسوعة في صحيح السيرة النبوية
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢)﴾ [آل عمران: ١٠٢] ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (١)﴾ [النساء: ١]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (٧١)﴾ [الأحزاب: ٧٠، ٧١].
أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدى هدى محمَّد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
إن لكل مؤرخ منهج يسير عليه لكتابة السيرة النبوية، ومنهجي هو ترتيب أحداث السيرة النبوية حسب التسلسل الزمني مع التركيز على ذكر المكان والزمان باليوم والشهر والعام إن أمكن.
1 / 1
وهو منهج قديم سار عليه مؤرخو السيرة قديمًا إلا أنني في دراستي هذه ركزت على تطابق الأعوام الهجرية مع الميلادية تطابقًا فصليًا مبينًا فيه شهور الشتاء والربيع والصيف والخريف.
حيث أنني وجدت اختلافا كبيرًا بين أحداث السيرة النبوية بالأشهر الميلادية مما جعلني أقوم بدراستها دراسة شاملة استغرقت سنين، حتى عرفت سبب الخلاف ونشرت ذلك في مقالات عديدة في جريدة المدينة المنورة. وخير مثال على ذلك هو غزوة تبوك فإنها كانت في حر شديد نص على ذلك القرآن الكريم بينما هي في كتاب التوفيقات الإلهامية في مقارنة التواريخ الهجرية بالسنين الإفرنكية والقبطية تأليف اللواء محمَّد مختار باشا تقع في شهر نوفمبر وهو شهر خريفي بارد.
من أجل ذلك قمت بدراسة السيرة النبوية من كتب المسانيد والجوامع والصحاح والسنن والأجزاء والفوائد المطبوعة منها. واستخرجت الأحاديث المتعلقة بالسيرة النبوية وكثير منها فات على المؤرخين والإخباريين تقييدها فقيدت ذلك في الموسوعة ثم قارنتها مع بعضها لإظهار الحديث التام المعنى الذي ينص على الحدث التاريخي إن أمكن وإلا كتبت الأحاديث كلها التي تدور حول الحدث التاريخي وذلك لإعطاء القارئ صورة متكاملة عن الحدث وخير مثال على ذلك أحاديث الإسراء والمعراج.
ثم درست الروايات التاريخية في مصادرها الأولى حتى القرن الخامس الهجري ووثقتها بالأحاديث النبوية.
وكذلك قمت بمقارنة الروايات التاريخية المتعددة مع بعضها لإظهار الرواية التامة المعنى والصحيحة المعنى القائمة على المنهج العلمي في النقد والتحقيق للحديث التاريخي وإن لم أجد ذكرت الروايات كلها التي تدور حوله إن كان في ذكرها علم وفائدة.
ذكرت بعض الأحاديث النبوية الضعيفة السند والصحيحة المعنى التي تتمم الحدث ولا تخل بالعقيدة والشرع وثوابت الدين كعادات العرب وتقاليدهم وحضارتهم في الجاهلية.
1 / 2
أما عن تصحيح الأحاديث النبوية وبيان درجتها فإني اعتمدت على تصحيح العلماء الحفّاظ في القديم.
أما في العصر الحديث اعتمدت على تصحيح الشيخ محمَّد ناصر الدين الألباني ﵀ والشيخ شعيب الأرناؤوط والشيخ حسين سليم أسد وغيرهم.
كما أنني اعتمدت على كتاب [عظيم قدره ﷺ ورفعة مكانته عند ربه ﷿]. وكتاب [محبة الرسول ﷺ وطاعته بين الإنسان والجماد] للدكتور خليل إبراهيم ملا خاطر [والخصائص النبوية الكبرى للسيوطي] تهذيب وتخريج وتعليق الشيخ عبد الله التليدي حفظه الله وذلك في كتابة فضائل الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وفضائل أمته رحمهم الله تعالى.
واعتمدت كذلك على كتاب [سير أعلام النبلاء للذهبي] في تراجم الصحابة المولودين في زمن النبوة رضوان الله تعالى عليهم.
وفي الختام أقدم جزيل شكري وامتناني لكل من ساعدني في دراسة السيرة النبوية جزاهم الله عني خير الجزاء وأثابهم بمنه وكرمه إنه جواد كريم.
كتبه
أبو إبراهيم محمَّد بن إلياس الفالوذه
1 / 3
فضائل رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم) وفضائل أمته ﵏
1 / 4
فضل الله عليه وعلى أمته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
قال تعالى منوها بفضله على رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ﴿وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا﴾ (١).
وقال تعالى منوها بفضله على أمة محمَّد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ﴾ (٢).
فضائل أسمائه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
عن جبير بن مطعم ﵁ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: "لي خمسة أسماء: أنا محمَّد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي وأنا العاقب [والعاقب: الذي ليس بعده نبي] وقد سماه الله رؤوفا رحيما" (٣).
وعن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: "أن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنيانا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين" (٤).
وقال ﷺ: "أنا محمَّد وأحمدُ والمقفى والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة ونبي الملحمة" (٥).
_________
(١) سورة النساء (١٧٣).
(٢) سورة النساء (١٧٥).
(٣) أخرجه البخاريُّ ومسلمٌ ٦/ ٤٠٤ ومسلمٌ ٢٣٥٤.
(٤) رواه البخاري ومسلمٌ ٦/ ٤٠٨ في الأنبياء ومسلمٌ في الفضائل.
(٥) أخرجه مسلمٌ في الفضائل ٢٣٥٥.
1 / 5
كنيته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
عن أبي هريرة ﵁ قال: "نهى رسول الله ﷺ أن نجمع بين اسمه وكنيته. وقال: أنا أبو القاسم. والله يعطي وأنا أقسم" (١).
اسمه ونسبه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
ذكر البخاري رحمة الله عليه في مبعث النبي ﷺ فقال: "هو محمَّد رسول الله ﷺ بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان" (٢).
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من بني هاشم من قريش من كنانة من مضر من العرب من ولد إسماعيل ابن إبراهيم خليل الله.
عن واثلة بن الأسقع ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم" (٣).
عن كليب بن وائل ﵁ قال: قلت لزينب بنت أبى سلمة (هل كان رسول الله ﷺ من مضر؟ قالت: ممّن كان، إلا من مضر؟ من بني النضر بن كنانة" (٤).
_________
(١) الترمذيُّ ٤١ كتاب الأدب.
(٢) أخرجه البخاريُّ ٧/ ١٢٥، ١٢٤ باب مبعث النبي.
(٣) أخرجه مسلمٌ رقم ٢٢٧٦ باب فضل نسب النبي ﷺ.
(٤) أخرجه البخاريُّ ٦/ ٣٨٣، ٣٨٤ في الأنبياء باب المناقب.
1 / 6
فضل قبيلته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم على سائر القبائل
عن المطلب بن أبي وداعة ﵁، قال: "جاء العباس ﵁ إلى رسول الله ﷺ، وكأنه سمع شيئًا، فقام النبي ﷺ على المنبر، فقال: من أنا؟ قالوا: أنت رسول الله، عليك السلام، قال: أنا محمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب، إن الله خلق الخلق فجعلني في خيرهم، ثم جعلهم فرقتين فجعلني في خيرهم، ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة، ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا وخيرهم نفسا" (١).
فضل قريش وذكر اسمها في القرآن دون غيرها من القبائل
قال تعالى: ﴿لإِيلَافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (٢) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (٣) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (٤)﴾ (٢).
عن الزبير بن العوام قال: (فضل الله قريشًا بسبع خصال، فضلهم بأنهم عبدوا الله عشر سنين، لا يعبد الله إلا قريش، وفضلهم بأنهم نصرهم يوم الفيل، وهم مشركون، وفضلهم بأنه نزلت فيهم سورة من القرآن لم يدخل فيها أحد من العالمين وهي ﴿لإِيلَافِ قُرَيْشٍ﴾ وفضلهم بأن فيهم النبوة، والخلافة، والحجابة، والسقاية" (٣).
_________
(١) رواه أحمد ١/ ٢١٠ والترمذيُّ في المناقب رقم ٣٣٧٥.
(٢) سورة قريش.
(٣) الصحيحة ١٩٤٤ البيهقي، ابن عساكر.
1 / 7
كتبه الله في النبيين منذ خلق آدم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
عن الربيع عن جابر عن الشعبي عن ابن عباس ﵄ قال: قيل يا رسول الله متى كتبت نبيا؟ قال: "وآدم بين الروح والجسد" (١).
أخرج بن سعد عن قتادة قال: قال رسول الله ﷺ: "كنت أول الناس (٢) في الخلق وأخرهم في البعث" (٣).
طيب مخرج أجداده وجداته آلائي ولدنه من لدن آدم حتى مولده ﷺ
عن علي ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "خرجت من نكاح، ولم أخرج من سفاح، من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي، لم يصبني من سفاح الجاهلية شيء" (٤).
فضل يوم مولده صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
عن أبي قتادة ﵁ أنه ﷺ سئل عن صوم يوم الاثنين فقال: "فيه ولدت وفيه أنزل علي" (٥).
وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم" (٦).
_________
(١) أخرجه البزار ١/ ٢١٧.
(٢) أول الناس: يعني أول الأنبياء.
(٣) ابن سعد ج١ ص ١٤٩.
(٤) الإرواء ١٩١٤.
(٥) رواه مسلم ص ٨٢٠ ح ١٩٨ ج ٢.
(٦) رواه النسائي.
1 / 8
وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر فيها لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا إلا رجلًا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال انظروا هذين حتى يصطلحا" (١).
وعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "خلق الله التربة يوم السبت وخلق فيها الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الاثنين" (٢).
فضل بلده وبلد هجرته ومسجده ﷺ
عن ابن الزبير ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "صلاة بمسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من الساجد إلا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي هذا بمائة صلاة" (٣).
وعن عبد الله بن عدي ﵁ أن رسول الله ﷺ قال لمكة: "والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت" (٤).
وعن أنس ﵁ أن النبي ﷺ قال: "ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة" (٥).
وعن زيد بن ثابت ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "إنها طيبة تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة" (٦).
_________
(١) رواه مسلم ص ١٩٨٧ ح٣٦ كتاب البر والصلة.
(٢) رواه مسلم وصححه الألباني.
(٣) رواه أحمد ٤/ ٥ بإسناد صحيح.
(٤) رواه أحمد ٤/ ٣٠٥، والترمذيُّ رقم ٣٦٨١، وابن حبان رضي ١٠٢٥، وابن ماجه رقم ٣١٠٨ وحسنه الترمذيُّ وصححه.
(٥) رواه البخاري في الحج باب حرمة المدينة، ومسلمٌ في الفتن ١٨/ ٨٥ من شرح النووي مطولا.
(٦) متفق عليه [رواه البخاري ومسلم].
1 / 9
عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام، فإني آخر الأنبياء، وإن مسجدي آخر المساجد" (١).
صفة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وجمال خلقته
سألت خالي هند بن أبي هالة، وكان وصافا، عن حلية النبي ﷺ، وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئًا، فقال: (كان رسول الله ﷺ فخمًا مفخمًا. يتلأللأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع، وأقصر من المشذب (٢). عظم الهامة (٣). رجل الشعر (٤). إن انفرقت عقيقته (٥) فرق، وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره، أزهر اللون. واسع الجبين. أزج الحواجب. سوابغ في غير قرن، بينهما عرق يدره الغضب. أقني العرنين، له نور يعلوه، يحسبه من لم يتأمله أشم، كث (٦) اللحية، سهل الخدين، ضليع (٧) الفم مفلج (٨) الأسنان دقيق المسربة (٩) كأن عنقه جيد (١٠) دمية، في صفاء الفضة. معتدل الخلق بادن (١١) متماسك. سواء البطن والصدر عريض الصدر. بعيد ما بين المنكبين. ضخم الكراديس (١٢). أنور المتجرد. موصل ما بين
_________
(١) رواه مسلم والنسائيُّ.
(٢) أقصر من المشذب: هو الطويل البائن الطول مع نقص في لحمه.
(٣) الهامة: هي الرأس.
(٤) رجل الشعر ليس بالجعد ولا بالسبط.
(٥) العقيقة أي الشعر وسمي عقيقة تشبها بشعر المولود (النهاية)، والوفرة: ما جاوز شحم الأذنين. أزج الحواجب: مقوسها، مع طول. من غير قرن، بينهما عرق يدره الغضب هذا العرق يمتلئ عند الغضب، العرنين: أعلى الأنف، أشم: مرتفع الأنف.
(٦) كثير شعرها.
(٧) قوي الفم.
(٨) مفرق الأسنان: أى متباعدة عن بعضها قليلًا.
(٩) شعر ما بين صدره إلى سرته.
(١٠) الجيد: هو العنق، والدمية: اللعبة ويريد الحسناء، لونه في صفاء الفضة.
(١١) بادن: أي بدين ليس بالهزيل. متماسك قوي معتدل الجسم. سواء البطن والصدر أي صدره بارزًا على بطنه: لا بطنه بارز على صدره بل هما سواء.
(١٢) الكراديس: رؤوس الأعضاء كالكتف والركبة والمرفق.
1 / 10
اللبة (١) والسرة. بشعر يجرى كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، أشعر (٢) الذراعين والمنكبين، وأعالي الصدر. طويل الزندين. رحب الراحة (٣) شثن الكفين. سائل الأطراف. أو قال شامل الأطراف. خمصان الأخمصين (٤). مسيح (٥) القدمين، ينبو عنهما الماء، إذا زال زال تقلعا، يخطو تكفئا (٦)، ويمشى هونا، ذريع المشية، إذا مشى كأنما ينحط من صبب (٧)، فإذا التفت التفت جميعًا (٨). خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة (٩)، يسوق أصحابه (١٠)، يبدر من لقي بالسلام (١١» (١٢).
طيب رائحة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
عن أنسى ﵁ قال: (دخل علينا رسول الله ﷺ فقال: عندنا، فعرق وجاءت أمي بقارورة، فجعلت تسلت العرق، فاستيقظ النبي ﷺ فقال: يا أم سليم، ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: عرقك نجعله لطيبنا، وهو أطيب الطيب) (١٣).
_________
(١) اللبة: هي من الصدر موضع الطوق.
(٢) كثير شعر الذراعين والمنكبين.
(٣) الراحة: الكف واسع الكف ضخم الكفين أهـ.
(٤) الأخمص: من القدم الموضع الذي لا يلصق بالأرض منها عند الوطء والخمصان المبالغ منه (النهاية) أي أن ذلك الموضع من أسفل قدميه شديد التجافي عن الأرض.
(٥) أي ملساوان لينتان ليس فيهما تكسر ولا شقاق (النهاية) والشقاق تشقق الجلد وهو من الأدواء كالسعال والزكام (نهاية).
(٦) كيمشي تقلعا يخطو تكفئا: مائلًا قليلا إلى الأمام.
(٧) من صبب: من مكان عال: أي سريع المشي.
(٨) التفت جميعًا: بكل جسده.
(٩) أكثر نظره الملاحظة أي يلحظ بعينه لحظًا، وهذا من حسن الأدب يجلب الهيبة والوقار.
(١٠) يمشون أمامه ويمشي خلفهم.
(١١) يسبق بالسلام من لقيه.
(١٢) أخرجه الترمذيُّ في الشمائل برقم (٧) إلى قوله: (يبدر من لقيه بالسلام)، وبرقم (٢٢٥)، وأبو نعيم في الدلائل مطولًا (٢٢٧) وابن سعد في الطبقات (١/ ٤٢٢) وزاد السيوطي في الجامع الصغير (الطبراني في المعجم الكبير والبيهقيُّ في شعب الإيمان) والبغويُّ في شرح السُّنَّة (٣٧٠٥) ودلائل النبوة للبيهقي ص ٢٨٦/ ١.
(١٣) رواه مسلم بطريقين في الفضائل ص ١٨١٥.
1 / 11
وفي رواية من وجه أخر: أن النبي ﷺ كان يأتي أم سليم، فيقيل عندها، فتبسط له نطعا، فيقيل عليه (١)، وكان كثير العرق، فكانت تجمع عرقه فتجعله في الطيب والقوارير، فقال: يا أم سليم، ما هذا؟ قالت: عرقك أدوف* به طيبي).
وعن أنس ﵁ أيضًا قال: (كان رسول الله ﷺ أزهر اللون، كأن عرقه اللؤلؤ، إذا مشى تكافأ، ولا مسست ديباجه ولا حريرة ألين من كف رسول الله ﷺ، ولا شممت مسكة ولا عنبرًا أطيب من رائحة رسول الله ﷺ (٢).
كرم أخلاقه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
قال الله تعالى: ﴿ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (١) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (٢) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ (٣) وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (٣).
وعن عائشة ﵂ قالت: (كان خلق رسول الله ﷺ القرآن ثم، قالت: أتقرؤون سورة [المؤمنون]؟ قال: قلنا: نعم، قالت: اقرأ قال: فقرأت: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (٢) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (٣) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (٤) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ﴾ (٤)
فقالت: هكذا كان خلق رسول الله ﷺ) (٥).
_________
(١) فيقيل: أي ينام عندها في وقت القيلولة وهو وسط النهار.
* أي أخلطه بطيبي.
(٢) رواه مسلم في الفضائل ١٥/ ٨٥، ٨٦ والترمذيُّ والدارميُّ رقم (٦٢).
(٣) سورة القلم (١ - ٤).
(٤) سورة المؤمنون (١ - ٥).
(٥) أخرجه الحاكم في المستدرك ٢/ ٣٩٢ وصححه ووافقه الذهبي.
1 / 12
تواضعه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
عن عمر بن الخطاب ﵁ قال: سمعت النبي ﷺ يقول: (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله) (١).
وعن عبد الله بن أبي أوفى ﵁ قال: (كان رسول الله ﷺ يكثر الذكر ويقل اللغو ويطيل الصلاة ويقصر الخطبة ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضى له الحاجة) (٢).
وعن عائشة ﵂ قالت: (ما ضرب رسول الله ﷺ شيئًا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله ﷿) (٣).
تواضعه في بيته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
عن عائشة ﵂ أنها سئلت هل كان رسول الله ﷺ يعمل في بيته فقالت: (نعم كان رسول الله ﷺ يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته) (٤).
فضل جوده وشجاعته وحياءه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
عن أنس بن مالك ﵁ قال: (كان رسول الله ﷺ أحسن الناس وكان أجود الناس وكان أشجع الناس) (٥).
_________
(١) أخرجه البخاريُّ في الأنبياء.
(٢) أخرجه النسائي في الجمعة.
(٣) أخرجه مسلم في الفضائل برقم ٢٣٢٨.
(٤) أخرجه الإمام أحمد في المسند ٦/ ١٢١.
(٥) أخرجه البخاري في الجهاد.
1 / 13
عن عبد الله بن عمر ﵄ قال: (ما رأيت أحدًا أجود ولا أنجد ولا أشجع ولا أرضى من رسول الله ﷺ) (١).
عن أبي سعيد الخدري ﵁ يقول: "كان رسول الله ﷺ أشد حياءً من العذراء في خدرها) (٢).
بعثه الله ليتمم مكارم الأخلاق صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" (٣).
أخذ له الميثاق قبل أن يخلقه في الدنيا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
قال ﷿: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ﴾ (٤).
_________
(١) أخرجه أبو الشيخ برقم ٨٨.
(٢) مسلم حديث ٢٣٢٠.
(٣) رواه أحمد في ٢/ ٣٨١.
(٤) سورة آل عمران (٨١).
1 / 14
فضله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وفضل أمته قبل أن يخلقهم
قال جَلَّ ثناؤه: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ...﴾ (١).
بشرت به الأنبياء قبل أن يبعث صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
عن العرباض بن سارية ﵁، أن رسول الله ﷺ قال: "إني عند الله خاتم النبيين، وإن آدم لمنجدل في طينته، وسأخبركم عن ذلك، دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أمي التي رأت وكذلك أمهات النبيين يرين وإن أم رسول الله ﷺ رأت حين وضعته نورًا أضاءت له قصورا الشام" (٢).
قوله: (لمنجدل: أي مطروح على وجه الأرض. صورة من طين، لم يجر فيه الروح بعد).
ودعوة إبراهيم ﵇: هي قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ (٣).
_________
(١) سورة الفتح (٢٩).
(٢) رواه أحمد وابن حبان والحاكم وغيرهم وسنده صحيح عند أحمد في طريق له، وله شواهد عن خالد بن معدان عن أصحاب رسول الله ﷺ. وسيأتي، وعن أبي أمامه رواه الطيالسي رقم ٢٣١٥ وأحمدُ والطبراني.
(٣) سورة البقرة (١٢٩).
1 / 15
وبشارة عيسى ﵇: هي قوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ (١).
هو صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم رحمة للعالمين وهدية الله إلى خلقه
قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ (٢).
وقال ﷺ كما في حديث أبي هريرة ﵁: "يا أيها الناس إنما أنا رحمة مهداة" (٣).
رفع ذكره في الدنيا والآخرة صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
قال تعالى: ﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (٢) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (٣) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ (٤).
_________
(١) سورة الصف (٦).
(٢) سورة الأنبياء (١٠٧).
(٣) رواه الحاكم وصححه على شرطهما واللفظ له، والطبرانيُّ والبزار برجال الصحيح.
(٤) سورة الشرح (١ - ٤).
1 / 16
فضل محبة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وأن الإيمان بالله مرتبطًا بمحبته ﷺ فكلما ازداد الإنسان محبة له ازداد إيمانًا بالله والعكس صحيح
عن أنس ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين" (١).
وعن عبد الله بن هشام ﵁ قال: كنا مع النبي ﷺ وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب ﵁ فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي ﷺ: "لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك" فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي ﷺ: "الآن يا عمر" (٢).
وعن عبد المطلب بن ربيعه ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: "والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله" (٣).
وعن أنس بن مالك ﵁ جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال: "وما أعددت للساعة؟ " قال: حب الله ورسوله، قال: "فإنك مع من أحببت".
قال أنس: فما فرحنا بعد الإِسلام فرحًا أشد من قول النبي ﷺ: "فإنك مع من أحببت".
قال أنس: فأنا أحب الله ورسوله، وأبا بكر وعمر، فأرجو أن أكون معهم، وإن لم أعمل بأعمالهم (٤).
_________
(١) رواه البخاري في الإيمان ١/ ٦٥ من فتح الباري، ومسلمٌ ٢/ ١٥ من شرح النووي، كذا النسائي ٨/ ١٠٠ في الإيمان ونحوه أبي هريرة رواه البخاري في الإيمان ١/ ٦٤.
(٢) رواه البخاري في باب كيف كانت يمين النبي ﵇ من الأيمان والنذر ١٤/ ٣٢٩، ٣٣٠ من فتح الباري، وانظر المناقب ٨/ ٥٤.
(٣) رواه الترمذيُّ في المناقب رقم ٣٥٢٤ وحسنه وصححه ورواه أيضا أحمد والطيالسي والحاكم ٣/ ٣٣٣ وسنده حسن.
(٤) متفق عليه -البخاري ومسلمٌ- واللفظ لمسلم.
1 / 17
فضل حياته ومماته صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
كما في حديث ابن مسعود ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "حياتي خير لكم، تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم، تعرض عليَّ أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله عليه، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم" (١).
وعن أوس بن أوس الثقفي ﵁ أن النبي ﷺ قال: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، ففيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليَّ"، قالوا يا رسول الله: وكيف تعرض عليك صلاتنا وقد أرمت؟ -يعني بليت- فقال: "إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء" (٢).
وعن ابن مسعود ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "إن لله ملائكة في الأرض سياحين يبلغوني من أمتي السلام" (٣).
هو صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أمنة لأمته من العذاب
قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾. نزلت عندما قال أبو جهل: [اللَّهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم] (٤)
_________
(١) رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
(٢) رواه أحمد ٤/ ٨ وأبو داود، رقم ١٠٤٧، والنسائيُّ ٣/ ٧٥ وابن ماجه رقم ١٠٨٥، وابن حبان رقم ٥٥٠ كلهم في الجمعة وكذا رواه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي ص١١ وسنده عندهم صحيح، ورواه أيضا الحاكم وصححه على شرطهما ووافقه الذهبي.
(٣) رواه أحمد ١/ ٣٨٧.
(٤) سورة الأنفال، كما في حديث أنس المتفق عليه عند الشيخين.
1 / 18
وقال ﷺ -كما في حديث أبي موسى ﵁: " ... النجوم أمنة السماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما ما يوعدون" (١).
أسري به صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إلى المسجد الأقصى وعرج به إلى السماء وهو يقظان بجسده وروحه
قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ (٢).
المتبع لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يكون محبوبًا لله ﷾
قال الله ﷿: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (٣).
وقد أخبرنا رسول الله ﷺ كيف تكون محبة الله لعبده فعن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "إن الله إذا أحب عبدًا دعا جبريل فقال: (إني أحب فلانا فأحبه)، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول:
_________
(١) رواه مسلم كتاب فضائل الصحابة.
(٢) سورة الإسراء (١).
(٣) سورة آل عمران (٣١).
1 / 19
(إن الله يحب فلانا فأحبوه)، فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض ... " (١).
يكون المطيع لله ولرسوله ﷺ معه في الجنة
قال الله ﷿: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (٦٩) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا﴾ (٢).
عن جابر ﵁ قال: جاءت ملائكة إلى النبي ﷺ -وهو نائم- فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة، والقلب يقظان، فقالوا: إن لصاحبكم هذا مثلا، قال: فاضربوا له مثلًا فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة، والقلب يقظان، فقالوا: مثله كمثل رجل بنى دارا، وجعل فيها مأدبة، وبعث داعيا، فمن أجاب الداعي دخل الدار، وأكل من المأدبة، ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار، ولم يأكل من المأدبة، فقالوا: أولوها له يفقهها، فقال بعضهم: إنه نائم، وقال بعضهم: إن العين نائمة والقلب يقظان، فقالوا: فالدار الجنة، والداعي محمَّد ﷺ، فمن أطاع محمدًا ﷺ فقد أطاع الله، ومن عصى محمدًا ﷺ فقد عصى الله، ومحمَّد ﷺ[فَرَّق] وفي رواية [فرْقٌ] بين الناس (٣).
وفي رواية الحاكم والترمذيُّ: (فالله هو الملك، والدار الإِسلام، والبيت الجنة، وأنت يا محمَّد رسول، من أجابك دخل الإِسلام، ومن دخل الإِسلام دخل الجنة، ومن دخل الجنة أكل منها) (٤).
_________
(١) رواه البخاري ومسلمٌ (كتاب بدء الخلق) ومسلمٌ (كتاب البر والصلة).
(٢) سورة النساء (٦٩ - ٧٠).
(٣) صحيح البخاري: كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة: باب الاقتداء بسنن رسول الله ﷺ.
(٤) سنن الترمذيّ: كتاب الأمثال: باب ما جاء في مثل الله لعباده رقم ٢٨٦٠.
1 / 20