207

The Doctrinal Views of Muhammad Rashid Rida on the Major Signs of the Hour and Their Intellectual Impact

آراء محمد رشيد رضا العقائدية في أشراط الساعة الكبرى وآثارها الفكرية

Editorial

مكتبة الإمام الذهبي للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م

Ubicación del editor

الكويت

Géneros

إلى أن توجه إلى أصبهان، فاستتر مع قرينه، إلى أن تجيء المدة التي قدر الله تعالى خروجه فيها». (١)
ثم إن النبي ﷺ أخبر بخروج ثلاثين دجالًا غير الدجال الموعود وقد يكون ابن صياد منهم، ورواية تميم تؤكد على أن ابن صياد ليس هو الدجال الموعود، خاصةً وأن النبي ﷺ لم ينص على ذلك كما قلنا.
فابن صياد والله أعلم ليس بالمسيح الدجال الأكبر كما قال أكثر أهل العلم، وإنما هو دجال من الدجاجلة غير الدجال الموعود.
ثم إنه ما دام قد صحت رواية تميم وصحت رواية ابن صياد فالواجب الجمع، والجمع ولله الحمد ممكن وغير متعذر، بين تلك الروايات الصحيحة، ولا يصل الأمر إلى رد الحديث بإشكالات وتساؤلات يمكن الأجابة عليها والتوفيق فيما بينهما كما هو منهج أهل الحديث.
٣ - قوله: «ثم أين الجزيرة التي رفأ إليها تميم وأصحابه في سفينتهم؟ إنها في بحر الشام أو بحر اليمن كما في اللفظ المرفوع - إن صح الحديث - أي الجهة المقابلة لسواحل سورية من البحر المتوسط أو الجهة المجاورة لشواطئ اليمن من البحر الأحمر، وكلًا قد مسح في هذه الأزمة مسحًا، وجابوا سطحهما طولًا وعرضًا، وقاسوا مياههما عمقًا، وعرفوا جزائرها فردًا فردًا، فلو كان في إحداهما جزيرة فيها دير أو قصر حبس فيها الدجال، وبه جساسة فيها تقابل الناس وتنقل إليه الأخبار، لعرف ذلك كله كل الناس». (٢)

(١) فتح الباري (١٣/ ٣٢٨).
(٢) تفسير المنار (٩/ ٤٩٤).

1 / 215