The Doctrinal Views of Al-Sam'ani
آراء السمعاني العقدية
Géneros
وكذا ورد عن مجاهد في تفسيره، قال: " وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ ": ويذرك وعبادتك " (^١)
وذكر السمعاني قراءة عن ابن عباس، ثم قال:" والمعروف:" وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ "،
قال سليمان التيمي: وكان فرعون يعبد البقر ... " (^٢).
لكن لا مانع إن صحت القراءة عن ابن عباس، أن تكون تفسيرًا للآية، مؤيدة للقول بالاشتقاق.
- مع أنه نقل عن بعض العلماء أنه قال: " الصحيح عندي: أنه كان مشتقًا، ثم صار علمًا، وهذا جمع بين القولين ". (^٣)
٤ - أن اشتقاق لفظ الجلالة (الله): من أله يأله إلاهة، بمعنى: عبد عبادة، فيكون هو المستحق للعبادة دون غيره، هو أقرب الأوجه في الاشتقاق.
ومن أوجه الاشتقاق التي ذُكرت (^٤):
أ - من وَلَه إذا تحيَّر، فالله تعالى تتحير أولو الألباب والفكر في حقائق صفاته.
ب - من ألهت إلى فلان، أي سكنت إليه، فالعقول لا تسكن إلا إلى ذكره تعالى، ولا تفرح إلا بمعرفته.
ج - من لاه يلوه، إذا احتجب.
د - من أله الفصيل، إذا ولع بأمه، والمعنى: أن العباد مألوهون مولوعون بالتضرع إليه في كل الأحوال.
هـ - من أله الرجل يأله، إذا فزع من أمر نزل به فألهه، أي أجاره، فالمجير لجميع الخلائق من كل المضار، هو الله ﷾.
٥ - ذكر الماوردي خلافًا بين العلماء: هل اشتق اسم الإله من فعل العبادة، أو من استحقاقها، على قولين: (^٥)
أحدهما: أنه مشتق من فعل العبادة، فعلى هذا، لا يكون ذلك صفة لازمة قديمة لذاته، لحدوث عبادته بعد خلقه، ومن قال بهذا، منع من أن يكون الله تعالى إلهًا لم يزل؛ لأنه قد كان قبل خلقه غير معبود.
(^١) «مجاهد: تفسير مجاهد: (٣٤١) (^٢) «السمعاني: تفسير القرآن: ٢/ ٢٠٦ (^٣) «ابن الملقن: الإعلام بفوائد عمدة الأحكام: ١/ ٨٧ (^٤) «الثعلبي: الكشف والبيان: ١/ ٩٦، القرطبي: الجامع لأحكام القرآن: ١/ ١٠٢، ابن الملقن: الإعلام: ١/ ٨٨، ابن كثير: تفسير القرآن العظيم: ١/ ١٢٣ (^٥) «الماوردي: النكت والعيون: ١/ ٥١
1 / 147