The Doctrinal Views of Al-Sam'ani

Mazen bin Mohammed bin Isa d. Unknown
135

The Doctrinal Views of Al-Sam'ani

آراء السمعاني العقدية

Géneros

المسألة الثالثة: في قوله تعالى:"فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَاالْحَدِيثِ " (القلم ٤٤)،"وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ" (المزمل ١١)، " ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا" (المدثر ١١)، مامعنى ذرني في هذا المقام: مع أنه لا حائل يحول دونهم؟! أجاب العلماء عن هذا التساؤل بجوابين: الأول: أن هذا خرج مخرج التهديد والوعيد للمشركين، والمعنى لاتهتم بهم، فإني أكفيكهم (^١)، فهو بمعنى الإبلاغ للنبي ﷺ، بمعنى لاتشغل بهم فكرا، وكِلْهُم إليَّ (^٢)، فأنتقم منهم، وإن أمهلتهم فلا أهملهم (^٣)، وأشار إليه السمعاني في تفسيره (^٤). والثاني: أن العرب تقول ذلك، وإن لم يكن ثَمَّ حائل (^٥)،وبهذا أجاب الزجاج فقال: "فالجواب في ذلك: أن العرب إذا أرادت أن تأمر الإنسان، بأن له همة بأمر، أو بإنسان تقول: دعني وزيدًا، ليس أن حال بينه وبين زيد أحد، ولكن تأويله: لاتهتم بزيد، فإني أكفيكه " (^٦). ويقول السمرقندي في تفسيره: هذا كلام على ماجرت به عادات الناس؛ لأن الله تعالى لايحول وبين إرادته أحد، ولكن معناه: فوض أمورهم إليّ (^٧)، وأن العرب تقول مثل هذا القول، وإن لم يكن هناك أحد يمنعه منه، ويرى السمعاني أن المعنى الثاني يرجع إلى الأول.

(^١) «الواحدي: التفسير الوسيط:٤/ ٣٧٥ (^٢) «ابن عطية: المحرر الوجيز، دار الكتب العلمية، بيروت، ط ١، ١٤٢٢ هـ (٥/ ٣٨٩) ويقول: (وعيد ولم يكن ثمَّ مانع) ٥/ ٣٥٣ (^٣) «السعدي: تيسير الكريم الرحمن، مؤسسة الرسالة، ط ١،١٤٢٠ هـ (٨٩٢) (^٤) «السمعاني: تفسير القرآن:٦/ ٣٠ (^٥) «السمعاني: تفسير القرآن:٦/ ٨٠ (^٦) «الزجاج: معاني القرآن:٥/ ٢٤١. (^٧) «السمرقندي: نصر بن محمد بن أحمد، العلامة، من أئمة الحنفية، من الزهاد المتصوفين، له تصانيف نفيسة منها: تفسير القرآن، وعمدة العقائد، وتنبيه الغافلين، توفي سنة ٣٧٣ هـ، الزركلي: الأعلام:٨/ ٢٧، انظر السرقندي: بحر العلوم: ٣/ ٥١١

1 / 135