57

The Divine Attributes in the Book and the Sunnah in Light of Affirmation and Denial

الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه

Editorial

المجلس العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٠٨هـ

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

والتابعين، ومصطدم من منهجهم لئلا ينطلي على عامة الناس دعواه بأن ما انتهى إليه مؤيد بالبراهين العقلية التي هي في واقعها وهميات وخيالات لا حقيقة لها. ب- سئل الإمام محمد بن شهاب الزهري "المتوفى سنة ١٢٥" والإمام مكحول "توفي وله بضع عشرة سنة بعد المائة" سئلا عن تفسير أحاديث الصفات؟ فقالا: أمروها كما جاءت. وروي مثل هذا الجواب عن الإمام مالك، والليث، والثوري، فقالوا جميعًا في أحاديث الصفات: أمروها كما جاءت بلا كيف. والزهري ومكحول -كما يصفهما الإمام ابن تيمية- من أعلم التابعين، ووصف الأربعة الذين تقدم ذكرهم، وهم مالك وزملاؤه أنهم أئمة الدنيا في عصر تابع التابعين. وفي الوقت الذي يحثون على المنهج السلفي، فإنهم يحذرون الناس عن منهج أهل الكلام. فهذا الإمام الشافعي يقول في ذم أهل الكلام والتنفير عنه: "حكمي في أهل الكلام أن يُطاف بهم في القبائل والعشائر ويضربوا بالجريد، ويُقال: هذا جزاء من ترك كتاب الله واتبع علم الكلام"١اهـ. أما الإمام مالك٢ فما أروع ما قاله! في هذا الصدد، إذ يقول ﵀: "أوكلما جاءنا رجل أجدل من رجل، تركنا ما جاء به جبريل إلى محمد ﵊ لجدل هؤلاء؟! "٣. وبعد: فلو أن مسألة من المسائل الفقهية الفرعية نالت مثل هذا

١ انظر قوله في مناقب الشافعي للبيهقي ١/٤٦٢. ٢ تقدم قوله. ٣ ابن تيمية، مجموع الفتاوى ٥/٢٩-٣١ بالمعنى.

1 / 67