The Depictions of Islamic Media in the Holy Quran - A Study in Thematic Interpretation
صور الإعلام الإسلامي في القرآن الكريم - دراسة في التفسير الموضوعي
Géneros
يخاطب قومه يقول لهم: ﴿وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ﴾ (١) وهكذا جميع الرسل لا يأتون بشيء من عند نفوسهم بل يؤدون ما حُمِّلوا من الأمانة ويبلغون ما أُرسلوا به. وأعظم من هذا بيانًا قول رب العالمين ﷾ ينفي أي شبهة عن رسوله ﵊ ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (٤٤) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (٤٥) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (٤٦) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (٤٧)﴾ (٢) ولهذا أنكر الله سبحانه عليهم لما ادَّعَوْا أن النبي ﵊ إنما يقول القرآن ويفتريه على الله فقال سبحانه ﴿أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٣)﴾ (٣).
فكانت دعوة الرسل أوثق الدعوات عبر تاريخ البشرية مصدرًا، وأداءً، تحققت فيها كل عوامل النجاح الإعلامي، مع اكتمال عناصر المنظومة الإعلامية بمعناها المتعارف عليه عند الإعلاميين الآن وهي:
أالمرسِل: وهو الله سبحانه.
ب المرسَل إليه: وهم الناس الذين يستقبلون الرسالة.
ت الرسالة: وهي الوحي المتمثل في آيات القرآن.
ث أداة الإرسال: هل هو الرسول ﵊، أم جبريل ﵇؟ خلاف (٤) والظاهر أن في الأمر تفصيلًا، فرسول الله ﵊ في رأي الباحث - يجمع بين مقامين؛ فتارة يكون أداة إرسال وذلك في مقام تبليغ القرآن كما أنزل عليه ﵊ بلا تقديم ولا تأخير، بلا زيادة ولا نقصان، وتارة أخرى يكون ﵊ مصدرًا للرسالة مرسِلًا لها وذلك في مقامات البيان المتعددة التي تستقل السنة النبوية بها، مثل ما
_________
(١) - سورة هود. آية: ٢٩ - ٣١.
(٢) - سورة الحاقة. آية: ٤٤ - ٤٧.
(٣) - سورة السجدة. آية: ٣
(٤) - مدخل إلى الإعلام الإسلامي. د إسماعيل صيني. ص: ٩٨. ومصادره.
1 / 55