The Depictions of Islamic Media in the Holy Quran - A Study in Thematic Interpretation
صور الإعلام الإسلامي في القرآن الكريم - دراسة في التفسير الموضوعي
Géneros
الفرد والمجتمع، مع تجلية تصور المجتمع المسلم للإله الواحد الأحد. كما قال سبحانه ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٣) هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٤) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٥) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾ (١) إن العقيدة الإسلامية بأركانها، وخصائصها، أساس مكين لأي بنيان اجتماعي يقوم عليها، فهي مصدر التصورات، وأساس الحكم والتشريعات، وينبوع الفضائل والأخلاق، وأيُّ بنيان لا يقوم على عقيدة فهو بنيان على الرمال، يوشك أن ينهار.
الشعائر والعبادات.
وهي المقوم الثاني للمجتمع المسلم - بعد العقيدة - فرضها الله على المسلمين، وكلفهم القيام بها، ليتقربوا بها إليه، ويبتغوا بها رضوانه، ويربحوا مثوبته. وتمثل هذه الشعائر، علامات فارقة، وظاهرة، تتميز بهاحياة الفرد المسلم من غير المسلم، كما تتميز بها حياة المجتمع المسلم من غير المسلم. وإقامة هذه الشعائر وتعظيمها دليل على قوة العقيدة في القلوب، واستقرارها في حنايا الصدور. قال تعالى ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ (٢). ووصف سبحانه مجتمع المؤمنين فقال ﷻ ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (٣). وهكذا مجتمع المسلمين، أحبة متوادون، ينصر بعضهم بعضًا، ويأمرون بكل حسن جميل من العقائد والأعمال والأخلاق، وينهون عن ضد ذلك من عقائد باطلة، وأعمال سيئة، وأخلاق رديئة، وهم في كل ذلك مقيمون على طاعة ربهم ملازمون لإقامة شعائر دينهم، صلاةً، وزكاةً، وغير ذلك من أوجه
(١) - سورة الحديد. آية: ٦:١
(٢) - سورة الحج. آية: ٣٢
(٣) - سورة التوبة. آية: ٧١
1 / 187