117

The Criterion In Demonstrating the Miraculous Nature of the Quran

الفرقان في بيان إعجاز القرآن

Editorial

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Ubicación del editor

الرياض

Géneros

هذا الطريق سار عليه أكثر أهل هذا العصر غايتهم أن ينظروا ما يصل إليهم من نظريات هذا العلم الحديث مُسَلِّمين لأهله أزمّتهم مُعَظمين لهم ومُبَجلين، ويَرون أن الاعتراض على نظرياتهم وكشوفاتهم لا يُفكر فيه إلا مُحَنَّط حسب تعبيرهم، كيف يُعْترض على من غزوا الفضاء ووصلوا إلى القمر وغاصوا في البحار وكشفوا المجهول، وأذهلوا بحضارتهم العقول، إن الاعتراض على هؤلاء السادة مرفوض غير مقبول.
هذا الصنف من المقلِّدَة الأتباع وَطَّنوا نفوسهم على ألا يرفعوا رأسًا أمام السادة ولا يلتفتوا إلى مُعترض عليهم إذْ أحسن أحواله عندهم أنه جاهل، فهؤلاء رضوا بذل نفسي لا يفارق قلوبهم.
وكثيرون منهم فارقوا دينهم حيث ولجوا بحارًا لُجّيَّة، إذْ أن هذه العلوم تبدأ بالتعطيل وتنتهي إليه، إنه لا ذكر لله ولا مجرد الاسم في نظرياتهم وكشوفاتهم وعلومهم، لأنهم من أول خطوة لا يعترفون ولا يقرّون بخالق لمعارضة ذلك لأصولهم التي أهمّها عدم الإيمان والإقرار بغير المحسوس، لكن ما يوجد في علومهم من ذكر الله من آيات القرآن أو الأحاديث فهذا من تصرف المترجمين لتروج البضاعة بهذا الخداع والتغرير، ويا ويلهم من هذا اللبس.
أما الصنف الآخر فهم الذين خلطوا هذه العلوم الحديثة والكشوفات بعلم الدين وهم الذين أقحموا آيات القرآن وأحاديث الرسول ﷺ إقحامًا

1 / 118