239

The Creed of the Salaf Imams and the People of Hadith

اعتقاد أئمة السلف أهل الحديث

Editorial

دار إيلاف الدولية

Edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٠هـ/١٩٩٩م

Ubicación del editor

الكويت

Géneros

(إثبات المشيئة)
١٢- وأن الأشياء تكون بمشيئة الله كما قال ﷿: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ [سورة التكوير الآية ٢٩]، وكما قال المسلمون: ما شاء الله كان وما لا يشاء لا يكون.

الشرح:
قلت وهذا مذهبهم أن كل ما هو كائن فبقضاء الله وقدره هذا ما قرره أبو بكر الإسماعيلي في اعتقاد أئمة أهل الحديث ص (٥١) حيث قال: "ويقولون ما يقوله المسلمون بأسرهم: (ما شاء الله كان وما لا يشاء لا يكون)، كما قال تعالى: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾ ويقولون لا سبيل لأحد أن يخرج عن علم الله ولا أن يغلب فعله وإرادته مشيئة الله ولا أن يبدل علم الله فإنه العالم لا يجهل ولا يسهو والقادر لا يغلب ".
قال ابن كثير في تفسيره لهذه الآية (٨/ ٣٦٢): "أي ليست المشيئة موكولة إليكم فمن شاء اهتدى ومن شاء ضل بل ذلك كله تابع لمشيئة الله ﷿ رب العالمين".
وقال البغوي في تفسيره لهذه الآية (٨/ ٣٥١): "أي أعلمهم أن المشيئة في التوفيق إليه وأنهم لا يقدرون على ذلك إلا بمشيئة الله وفيه إعلام أن أحدًا لا يعمل خيرًا إلا بتوفيق الله ولا شرًا إلا بخذلانه".
والفرق بين الإرادة الكونية والشرعية هو أن الإرادة الكونية لا بد أن تقع ولكنها ليست بالضرورة محبوبة لله، بل قد يراد أمر هو مكروه لله كالكفر وأما الإرادة الشرعية فإنها متعلقة بالمحبوب لله تعالى وإن كان لم يقع فهي أقرب لمعنى المحبة والأولى لمعنى المشيئة، فالأولى واقعة لا محالة، والثانية محبوبة من غير شك إلا أنها قد لا تقع.

1 / 248