56

القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد

القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد

Editorial

دار ابن القيم،الدمام،المملكة العربية السعودية / دار ابن عفان،القاهرة

Número de edición

الثالثة

Año de publicación

١٤٢٢هـ/٢٠٠١م

Ubicación del editor

مصر

Géneros

الله فيها الإخبار عن اعتراف المشركين بوجود الله وأنَّه الخالق الرازق المدبر وقد تقدم شيء منها، ويرده تفسير الصحابة والتابعين لهذه الآية وقد تقدم. والذي حمل الكاتب إلى تأويل هذه الآية هذا التأويل الباطل، هو اعتقاده أنَّ المشركين لم يكونوا يقرون بوجود الله أصلًا، وقد صرح الكاتب بذلك في مواضع من كتابه، ومن ذلك قوله ص ٣٣: "لأنهم [أي المشركون] ما كانوا يقرون بوجود الخالق خلافًا لمن زعم أنَّهم كانوا موحدين توحيد ربوبية ... ". وحسبك بمثل هذا الكلام دلالة على إغراق الرجل في العمى والجهل، إذ الكتاب العزيز مليء بالنصوص الدالة على اعتراف المشركين بربوبية الله وإيمانهم بها وأنَّه الخالق الرازق المدبر، فكيف بوجوده، ومع ذلك يقرر الكاتب هذا التقرير الفاسد. وقد أورد ابن القيم ﵀ عن ابن عباس ﵄ في تفسير قوله تعالى: ﴿الحَمْدُ للهِ الذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ ١، أنَّه قال: "يريد عدلوا بي من خلقي الحجارة والأصنام بعد أن أقرّوا بنعمتي وربوبيتي"٢. ومن أمثلة اعتراف المشركين بربوبية الله غير ما تقدم: قول زهير بن أبي سلمى في معلقته المشهورة: فلا تكتمنَّ الله ما في نفوسكم ... ليخفى فمهما يكتم الله يعلم يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر ... ليوم حساب أو يعجل فينقم

١ سورة الأنعام، الآية ١. ٢ إغاثة اللهفان لابن القيم (٢/٢٢٦) .

1 / 61