50

القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد

القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد

Editorial

دار ابن القيم،الدمام،المملكة العربية السعودية / دار ابن عفان،القاهرة

Número de edición

الثالثة

Año de publicación

١٤٢٢هـ/٢٠٠١م

Ubicación del editor

مصر

Géneros

حتى إن جهمًا شيخ القوم نقل عنه أنَّه قال: "لو قلت إنَّ لله تسعة وتسعين اسمًا لعبدت تسعة وتسعين إلهًا"١. قال ابن القيم ﵀ في الجواب على هذه الشبهة: "فانظر إلى هذا التدليس والتلبيس الذي يُوهم السامع أنَّهم أثبتوا قدماء مع الله تعالى، إنَّما أثبتوا قديمًا واحدًا بصفاته، وصفاتُه داخلةٌ في مسمى اسمه، كما أنَّهم إنَّما أثبتوا إلهًا واحدًا ولَم يجعلوا كلَّ صفةٍ من صفاته إلهًا، بل هو الإله الواحد بجميع أسمائه وصفاته، وهذا بعينه متلقى من عُبَّاد الأصنام المشركين بالله تعالى المُكذِّبين لرسوله حيث قالوا: يدعو محمدٌ إلى إله واحد، ثم يقول: يا الله يا سميع يا بصير، فيدعو آلهةً متعدِّدة، فأنزل الله: ﴿قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَآءُ الحُسْنَى﴾ ٢، فأيُّ اسمٍ دعوتموه به فإنَّما دَعَوْتُم المُسمَّى بذلك الاسم، فأخبر سبحانه أنَّه إله واحدٌ وإن تعدَّدت أسماؤه الحُسنى المشتقَّة من صفاته، ولهذا كانت حسنى ... "٣. وعلى كلٍّ فلا نعلم فرقًا بين قول جهم هذا، وبين قول تلاميذه من الجهمية المعاصرين الذين يزعمون أنَّه يلزم من إثبات الألوهية والربوبية والأسماء والصفات التعدد في التوحيد، فالشبهة واحدة، والتآخي ظاهر. ٥ قال الكاتب ص ٦: "ولا بد أن نبطل هذا التقسيم للتوحيد في هذه المقدمة الصغيرة المتواضعة باختصار تلخيصًا للبحث الذي تحويه هذه الرسالة التي سنسلك فيها طريقة خير الكلام ما قلَّ ودلَّ فنقول وبالله تعالى التوفيق".

١ انظر: فتح الباري لابن حجر (١٣/٣٧٨) . ٢ سورة الإسراء، الآية ١١٠. ٣ مختصر الصواعق المرسلة (ص:١١١) .

1 / 55