102

القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد

القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد

Editorial

دار ابن القيم،الدمام،المملكة العربية السعودية / دار ابن عفان،القاهرة

Número de edición

الثالثة

Año de publicación

١٤٢٢هـ/٢٠٠١م

Ubicación del editor

مصر

Géneros

فالأشاعرة وكذا الماتريدية ينفون عن الله كثيرًا من صفات كماله الثابتة في الكتاب والسنة مثل الاستواء والنزول والمجيء والغضب والرضا ... وغيرها فهذه صفات أثبتها الله لنفسه وأثبتها له رسوله ﷺ، ونفاها هؤلاء عنه، خلافًا لما ادعاه الكاتب أنَّهم يثبتون لله من الصفات ما أثبت لنفسه. وجَعْلُ الكاتبِ الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة والجماعة، غلط ظاهر إذ هم من أهل البدع والأهواء، وأمَّا أهل السنة والجماعة فهم المتمسكون بها والدائرون معها نفيًا وإثباتًا. فإنَّ المراد بالسنة الطريقة المحمدية التي كان عليها رسول الله ﷺ وأصحابه الكرام وتابعوهم بإحسان قبل ظهور البدع وفشوها، فمن تأثر بشيء من الأهواء واستمسك بها لم يصح إطلاق هذا اللقب الجليل عليه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: "وأئمة السنة ليسوا مثل أئمة البدعة، فإنَّ أئمة السنة تضاف السنة إليهم لأنَّهم مظاهر بهم ظهرت، وأئمة البدعة تضاف إليهم لأنَّهم مصادر عنهم صدرت ... "١. وبهذا يعلم من هم أهل السنة ومن أهل البدعة. ٢١ قال الكاتب ص ٣٨: "والضحك كذلك لا يليق أن يطلق حقيقة على الله، وإنما يطلق على سبيل المجاز، وتأويله عند أهل العلم الرضا أو الرحمة، فإذا ورد في حديث أنَّ الله يضحك إلى فلان فالمراد به أنَّه يرضى عنه ويرحمه، وهكذا". قلت: شيخ الكاتب في هذا التأويل الباطل هو بشر بن غياث المريسي،

١ درء تعارض العقل والنقل (٥/٥، ٦) .

1 / 107