الفصل والوصل في القرآن الكريم

Munir Sultan d. Unknown
83

الفصل والوصل في القرآن الكريم

الفصل والوصل في القرآن الكريم

Editorial

منشأة المعارف بالإسكندرية

Número de edición

الثانية

Géneros

تكرار الدعاء -يقول الزمخشري: هي للدلالة على أن الكرة الثانية أبلغ من الأولى ونحوه قوله: ألا يا سلمى ثم اسلمي ثمت اسلمي فإن قلت: ما معنى المتوسطة بين الأفعال التي بعدها؟ قلت: للدلالة على أنه قد تأنى في التأمل وتمهل، وكان بين الأفعال المتناسقة تراخ وتباعد١. كما في قوله تعالى: ﴿لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ، ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ، ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ ٢. ٤- وتفيد بيان التفاضل: وذلك في قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا، ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا﴾ ٣ "ثم" في هذين الموضعين لبيان تفاضل الأمور الثلاثة: كان الثاني أعظم من الأول، والثالث أعظم منهما تشبيها لتباعد ما بينهما في الفضل بتباعد ما بين الحوادث في الوقت٤. "ج" الوصل بـ "أو": "أو" في أصلها لتساوي شيئين فصاعدا في الشك ثم اتسع فيها فاستعيرت للتساوي في غير الشك، وذلك قولك: "جالس الحسن أو ابن سيرين" تريد أنهما سيان في استصواب أن يجالسا، ومنه قوله تعالى: ﴿وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا﴾ ٥، أي الآثم والكفور متساويان في وجوب عصيانهما، وكذلك قوله تعالى: ﴿أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ﴾ ٦. معناه: "أن

١ الكشاف ٤/ ١٨٣. ٢ التكاثر: ٦-٨، والكشاف ٤/ ٢٨١. ٣ الفرقان: ٤٥ و٤٦. ٤ الكشاف ٣/ ٩٤. ٥ الإنسان: ٢٤، والكشاف ٤/ ٢٠٠. ٦ البقرة: ١٩.

1 / 114