The Commentary on the Perfect Rules
التعليق على القواعد المثلى
Editorial
دار التدمرية
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م
Géneros
فما ادعوه على الإمام أحمد: فمنه ما لم يصح، ومنه ما لا يصح أن يسمى تأويلًا، لأن التأويل الصحيح هو: صرف الكلام عن ظاهره إلى غيره بدليل، فإذا كان التأويل مبنيًا على حجة لم يكن مذمومًا ولا ممنوعًا، كحمل العام على الخاص والمطلق على المقيد.
وقد يكون الدليل - كما قال الشيخ - متصلًا في نفس الكلام؛ مثل ما أوضح في الأثر: " الحجر الأسود يمين الله " (١)، وذكر ابن تيمية حديثًا آخر في التدمرية (٢) وهو قوله في الحديث الصحيح: " إن الله يقول يوم القيامة: عبدي مرضت فلم تعدني، عبدي جعت فلم تطعمني " (٣) يقول بعض الغالطين: إن هذا الحديث يجب تأويله! لأن الله يمتنع أن يحتاج إلى الإطعام ويمتنع أن يمرض؛ فالحديث لابد من تأويله، فظاهر الحديث معنى باطل، فأجاب شيخ الإسلام عن هذا بأنه غير صحيح، لأن الحديث ليس هكذا مبتورًا؛ بل الحديث مفسر واضح ما فيه أيُّ إشكال، فإن الحديث فيه: " يا ابن آدم مرضت فلم تعدني. قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أنَّ عبدي فلانًا مرض فلم تعده؛ أمَا علمتَ أنك لو عدته لوجدتني عنده " فجعل مرض العبد مرضًا لله، تعظيمًا لشأن ذلك العبد وتأكيدًا لحقه وعيادته، وهكذا الثاني " عبدي جعت فلم تطعمني. فيقول: كيف أطعمك وأنت رب العالمين؟! فيقول: بل جاع عبدي فلان فلو أطعمته لوجدت ذلك عندي " الحديث، يقول الشيخ: فلم يبق في الحديث ما يحتاج إلى تأويل، بل الحديث مفسر واضح، ومن زعم أن ظاهر الحديث: أن الله يجوع ويمرض فهو مبطل، كمن قال: إن ظاهر قوله تعالى: " فويل للمصلين " [الماعون]
(١) سبق تخريجه في صفحة رقم (...).
(٢) التدمرية (٢١٨ وما بعدها)، وسيأتي الحديث عنه في المثال الخامس عشر.
(٣) أخرجه مسلم (٢٥٦٩) من حديث أبي هريرة ﵁.
1 / 145