The Clearest Exegesis
أوضح التفاسير
Editorial
المطبعة المصرية ومكتبتها
Número de edición
السادسة
Año de publicación
رمضان ١٣٨٣ هـ - فبراير ١٩٦٤ م
Géneros
﴿وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ﴾ أي جماعة من مثقفيكم وعلمائكم ﴿يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ﴾ يرشدون إلى الإيمان، ويحضون على الإحسان، ويوجهون إلى البر، ويحثون على الشكر ﴿وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ﴾ بالفعل الحسن الذي يقره العرف والشرع ﴿وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ الذي يستقبحه الشرع، وينكره العقل ﴿وَأُوْلئِكَ﴾ الداعون إلى الخير، الآمرون بالمعروف، الناهون عن المنكر ﴿هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ هذا وقد أوجب الله تعالى على سائر الأمة الإسلامية: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؛ لما يترتب على تركهما من فشو المعاصي، وانتهاك حرمات الله تعالى. قال: «ما أقر قوم المنكر بين أظهرهم؛ إلا عمهم الله بعذاب محتضر» وها نحن أولاء - وقد دعونا إلى الشر، وأمرنا بالنكر، ونهينا عن الخير - نعاني قلة البركات، وفساد النفوس والثمرات، وقلة الأرباح، وكساد التجارات، وعقوق الأبناء، وتجبر الآباء ولا دواء لما نعانيه، وشفاء لما نلاقيه؛ سوى اللجوء إلى الله تعالى، والتمسك بأوامره، واجتناب نواهيه وزواجره
﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ﴾ هم اليهود والنصارى؛ حيث تعادوا وكفر بعضهم بعضًا «وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء» ﴿مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ﴾ الآيات الواضحات
﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ﴾ وجوه المؤمنين؛ ولو كانت سوداء ﴿وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ﴾ وجوه الكافرين؛ ولو كانت بيضاء ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ﴾ فيقال لهم ﴿أَكْفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾ أي بعد أن كان الإيمان في متناول قلوبكم وعقولكم يقال لهم ذلك على سبيل إذلالهم والنكاية بهم
﴿وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ﴾ وجنته ورضوانه ﴿هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ أبد الآبدين، ودهر الداهرين
﴿وَللَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ﴾ ملكًا وخلقًا وعبيدًا ﴿وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الامُورُ﴾ في الدنيا والآخرة؛ فيقضي فيها حسبما تقتضيه المصلحة، وتستوجبه العدالة المطلقة
﴿كُنتُمْ﴾ يا أمة محمد ﴿خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ بسبب أنكم ﴿تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ فالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر: صيرا الأمة الإسلامية خير الأمم وأفضلها كذلك تركهما يصير الإنسان أحط من العجماوات؛ فادأب - هديت وكفيت - على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لترضي نفسك، وترضي ربك؛ وتكفى ذل الحياة وبؤسها وليكن أمرك
⦗٧٥⦘ بالمعروف ونهيك عن المنكر؛ ابتغاء وجه الله تعالى، ورغبة في مرضاته وحذار أن تفعل ذلك ابتغاء شهرة أو تظاهر فتهلك؛ وينقلب سعيك إلى خسران، وحقك إلى بطلان ﴿مِنْهُمْ﴾ أي من أهل الكتاب ﴿الْمُؤْمِنُونَ﴾ كعبد اللهبن سلام وأصحابه ﴿وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ الكافرون، الكائدون لكم
1 / 74