The Clearest Exegesis
أوضح التفاسير
Editorial
المطبعة المصرية ومكتبتها
Número de edición
السادسة
Año de publicación
رمضان ١٣٨٣ هـ - فبراير ١٩٦٤ م
Géneros
﴿وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ﴾ أي كنت مشاهدًا لأعمالهم، مراقبًا لأفعالهم؛ مدة إقامتي بينهم في هذه الحياة ﴿فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي﴾ أمتني، أو توفيت مدة إقامتي في الدنيا ورفعتني إليك ﴿كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ﴾ المراقب لأعمالهم وأفعالهم
﴿قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ﴾ في الدنيا؛ في عبادة الله تعالى والإنابة إليه ﴿لَهُمْ جَنَّاتٌ﴾ بساتين ﴿تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا﴾ أي خلودًا مؤبدًا؛ لا غاية له، ولا انتهاء لأمده ﴿﵃﴾ فأرضاهم ﴿وَرَضُواْ عَنْهُ﴾ فرضي عنهم (انظر آيتي ٥٤ من هذه السورة، و٢٢ من سورة المجادلة)
﴿للَّهِ﴾ ملكًا وخلقًا وعبيدًا؛ لم يشركه أحد في خلقهم، ولا يشركه أحد في عبادتهم ﴿وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ﴾ أراده ﴿قَدِيرٌ﴾ على فعله.
سورة الأنعام
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ﴾ الليل والنهار؛ فإنهما آيتان من آيات الله تعالى. أو المراد كل ظلمة، وكل نور، أو هو ظلمة الكفر ونور الإيمان، وظلمة الجهل ونور العلم؛ جعل الظلمات ليستدل بها على ما عداها؛ فلولا ظلمة الليل ما عرفنا نور النهار، ولولا الكفر ما عرف الإيمان، ولولا الجهل ما عرف العلم. (انظر آية ١٧ من سورة البقرة) ﴿ثْمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ بعد هذه الدلالات على وجود الله تعالى ووحدانيته ﴿بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ أي يجعلون له عدلًا؛ وهو المثل، والشبيه، والنظير؛ وهو تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾
﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ﴾ أي خلق أصلكم آدم ﵇ ﴿مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا﴾ لكل مخلوق من مخلوقاته لا يتجاوزه ﴿فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ﴾ ﴿وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ﴾ هو أجل القيامة ووقتها ﴿ثُمَّ أَنتُمْ﴾ بعد كل ذلك ﴿تَمْتَرُونَ﴾ تشكون في القيامة، وتجادلون في الله
﴿وَهُوَ اللَّهُ﴾ الخالق البارىء المصور ﴿فِي السَّمَاوَاتِ﴾ وأين أنتم من السموات وما فيها؟ ﴿أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَآءُ بَنَاهَا﴾؟ ﴿وَفِي الأَرْضِ﴾ وهو ذلك الكوكب الصغير الحقير؛ بالنسبة لملك الله تعالى وملكوته ﴿يَعْلَمُ سِرَّكُمْ﴾ ما تسرونه في أنفسكم وتحتفظون به في صدوركم ﴿وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ﴾ ما تعملون
﴿وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ﴾ معجزة وبرهان
⦗١٥١⦘ ﴿إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ﴾ لا يأبهون بها، ولا يلتفتون إليها؛ وأي معجزة أكبر أو أجل من القرآن؟ وأي برهان أقوى من رسالة محمد ﵊؟ ذلك اليتيم الذي آواه الله، والضال الذي هداه، والعائل الذي أغناه والأمي الذي أخرس بفصاحة ما جاء به البلغاء والفصحاء، وتحدى بآياته أساطين البيان
1 / 150