مع الإيمان بأنها حق، وأنها ثابتة لله سبحانه على الوجه اللائق به ﷾، لا يشابه فيها خلقه، كما قال ﷿: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: ١١] (١) .
وهذه مسائل من مسائل التوحيد، وهي من أهم المسائل، والله ﷾ بين في كتابه العزيز أسماءه وصفاته، وكرر ذلك في مواضع كثيرة حتى يعرف الله ﷾ بعظيم أسمائه، وعظيم صفاته وعظيم أفعاله جل وعلا، فأفعاله كلها جميلة، وأسماؤه كلها حسنى، وصفاته كلها عُلى، وبذلك يعلم العباد ربهم وخالقهم فيعبدونه على بصيرة، وينيبون إليه على علم، وأنه يسمع دعاءهم، ويجيب مضطرهم، وأنه على كل شيء قدير ﷾.
ومن هذا ما ذكره الله جل وعلا عن قوم موسى من
(١) سورة الشورى، الآية ١١.