The Civilization of the Arabs - Gustave Le Bon
حضارة العرب - غوستاف لوبون
Editorial
مؤسسة هنداوي للنشر والثقافة القاهرة
Ubicación del editor
مصر
Géneros
الفصل الثاني
القرآن
(١) خلاصة القرآن
القرآن هو كتاب المسلمين المقدس، ودستورهم الديني والمدني والسياسي الناظم لسيرهم، وهذا الكتاب المقدس قليل الارتباط مع أنه أنزل وحيًا من الله على محمد، وأسلوب هذا الكتاب، وإن كان جديرًا بالذكر أحيانًا، خال من الترتيب فاقد السياق كثيرًا، ويسهل تفسير هذا عند النظر إلى كيفية تأليفه، فهو قد كتب تبعًا لمقتضيات الزمن بالحقيقة، فإذا ما اعترضت محمدًا معضلة أتاه جبريل بوحي جديد حلا لها، ودون ذلك في القرآن.
ولم يجمع القرآن نهائيًا إلا بعد وفاة محمد، وبيان الأمر أن محمدًا كان يتلقى في حياته عدة نصوص عن الأمر الواحد، فلما انقضت عدة سنين على وفاته حمل خليفته الرابع على قبول نص نهائي للقرآن مقابلًا بين ما جمعه أصحاب الرسول.
والقرآن مؤلف من مائة وأربع عشرة سورة، وكل سورة مؤلفة من آيات، ومحمد هو الذي يتحدث فيها باسم الله على الدوام.
ويعد العرب القرآن أفصح كتاب عرفه الإنسان، ومع ما في هذا من مبالغة شرقية نعترف بأن في القرآن آيات موزونة رائعة لم يسبقه إليها كتاب ديني آخر.
وتقرب فكرة الكون الفلسفية في القرآن مما في الديانتين الساميتين العظيمتين اللتين ظهرتا قبل الإسلام، أي اليهودية والنصرانية، ويزعم أن العنعنات الآرية الفارسية أو الهندية ذات نصيب ظاهر في النصرانية والإسلام، ونحن نرى النفوذ الآري في الإسلام ضعيفًا جدًا.
ولم يكن محمد فيلسوفًا كبيرًا، أي من المفكرين المتبحرين الذين يقاسون بمؤسسي البرهمية والبدهية، فهو لم ينكر سبب الأسباب كما أنكره البدهيون، ولم يقل مثلهم بأن
1 / 121