أن السؤال عن كل أقسام الوحي، ولكن الظاهر أن مسألته كانت عمَّا يوحى عليه من الكيفية التي تنزَّل عليه الوحي من الله في أكثر أحيانه وغالب أزمانه.
والجواب إذ ذاك يمكن إيراده على ثلاثة أوجه: بيان كيفية الوحي لنفسه، أو الموحي وهو الملَك، أو الموحى إليه وهو الرسول ﷺ، إلى آخر ما بسط في "اللامع" (^١).
(وأحيانًا يأتيني مثلُ صلصلة الجرس) أصله صوت وقْع الحديد بعضه على بعض، ثم أُطلق على كل صوت له طنين، وفي مصداقه ستة أقوال:
١ - صوته تعالى القديم، واختاره مولانا السيد أنور شاه في "الفيض" (^٢).
٢ - تخليق الصوت من الله ﷿ في الموحى به بكمال قدرته، كذا في "الأوجز" (^٣).
٣ - الصوت الأصلي للملَك.
٤ - صوت أجنحة جبرئيل.
٥ - وحكي عن شيخ الإسلام المدني ﵀، أنه صوت مجيء جبرئيل، كما يسمع صوت قطار سكة الحديد - رين إنجن - من المسافة البعيدة بنحو خمسة أميال بل أكثر من ذلك.
قلت: وأورد عليه بعض الطلبة أنه لوكان كذلك لكان ينبغي أن يكون محسوسًا للكل، ويرد هذا الإيراد على الأجنحة أيضًا، ويمكن التفصِّي عنه بأن إحساسه من باب الكشف، كما ورد أن جبرئيل يبسط أجنحته ليلة القدر، ولا يكشف هذا إلا لأهل الكشف ولا يظهر لغير أهله، كما لا يسمع الأصم الصوت.
(^١) "لامع الدراري" (١/ ٤٩٤، ٤٩٥).
(^٢) "فيض الباري" (١/ ٢٠).
(^٣) "أوجز المسالك" (٤/ ٢٥٦).