The Call of the Righteous in the Jurisprudence of Fasting and the Virtue of Ramadan
نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان
Géneros
(٤٣) صوم بقي بن مخلد
الإمام القدوة، شيخ الإسلام الحافظ، صاحب "التفسير" و"المسند" الذين لا نظير لهما، تلميذ الإمام أحمد.
قال عنه الذهبي: كان إمامًا مجتهدًا صالحًا، ربانيًّا صادقًا مخلصًا، رأسًا في العلم والعمل، عديم المثل، منقطع القرين، يُفتي بالأثر، ولا يقلد أحدًا.
قد ظهرت له إجابات الدعوة في غير ماشيء (١) .
قال عنه أبو عبد الملك أحمد بن محمد بن عبد البر: "كان فاضلًا تقيًا صوامًا قوامًا متبتلًا، منقطع القرين في عصره، منفردًا عن النظير في عصره" (٢) .
ذكر أبو عبيدة صاحب القبلة قال: "كان بقيّ يختم القرآن كل ليلة ثلاث عشرة ركعة، وكان يصلي بالنهار مئة ركعة، ويصوم الدهر، وكان كثير الجهاد، فاضلًا، يُذكر عنه أنه رابط اثنتين وسبعين غزوة" (٣) .
قال عند حفيده عبد الرحمن: "كان جدي قد قسّم أيامه على أعمال البر، فكان إذا صلى الصبح قرأ حزبه من القرآن في المصحف، سدس القرآن، وكان أيضًا يختم القرآن في الصلاة في كل يوم وليلة، ويخرج كل ليلة في الثلث الأخير إلى مسجده، فيختم قرب انصداع الفجر، وكان يصلي بعد حزبه من المصحف صلاة طويلة جدًا، ثم ينقلب إلى داره -وقد اجتمع في مسجده الطلبة- ليجدد الوضوء ويخرج إليهم، فإذا انقضت الدول، صار إلى صومعة المسجد، فيصلي إلى الظهر، ثم يكون هو المتبدئ بالأذان، ثم يهبط، ثم يسمع إلى العصر، ويصلي ويُسمع، روبما خرج في بقية النهار، فيقعد بين القبور يبكي ويعتبر، فإذا غربت الشمس أتى مسجده ثم يصلي، ويرجع إلى بيته فيفطر، وكان يسرد الصوم إلا يوم الجمعة،
(١) "سير أعلام النبلاء" (١٣/٢٨٦، ٢٨٧) . (٢) "سير أعلام النبلاء" (١٣/٢٨٩) . (٣) "سير أعلام النبلاء" (١٣/٢٩٢) .
1 / 146