السيرة النبوية - راغب السرجاني
السيرة النبوية - راغب السرجاني
Géneros
كثرة الوقائع والتفاصيل المسجلة في حياته ﵊
الأمر الأول: أن الفترة المكية قد سجلت كل وقائعها بدقة، وبالذات منذ مبعث رسول الله ﷺ إلى أن مات، كل لحظة في حياة رسول الله ﷺ منذ أن بعث وإلى أن مات سجلت، ولم تسجل حياة إنسان على وجه الأرض بهذه الدقة، حتى دخل التسجيل إلى أدق تفاصيل حياة الرسول ﷺ، ولعل من حِكَمِ زواجه ﷺ من عدد كبير من النساء: أن ينقلن الحكمة التي تعلمنها من حياة رسول الله ﷺ الشخصية الداخلية التي لا يراها غيرهن، وما هذا التسجيل الضخم الدقيق إلا لأنه ﷺ قدوة كاملة، وليس بعده نبي إلى يوم القيامة، ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب:٢١].
إذًا: نحن مطالبون باتباع رسول الله ﷺ في كل خطوة من خطوات حياتنا، في رضاه وغضبه ﷺ، في حزنه وسروره، وفي حله وترحاله، إذا رضي فهذا هو الموضع الذي يجب أن نرضى فيه، وإذا غضب فهذا هو الموضع الذي يجب أن نغضب فيه.
1 / 8