260

The Beneficial Speech on the Book of Tawheed

القول المفيد على كتاب التوحيد

Editorial

دار ابن الجوزي

Número de edición

الثانية

Año de publicación

محرم ١٤٢٤هـ

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

وقوله: ﴿فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ﴾ ١.

صفات الله الحكمة، ومن أسمائه الحكيم، قال الله تعالى: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ ٢.
قوله: (من عباده): العبودية هنا عامة، لأن قوله: (بخير) يشمل خير الدنيا والآخرة، وخير الدنيا يصيب الكفار.
قوله: ﴿وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾، أي: ذو المغفرة، والمغفر: ستر الذنب والتجاوز عنه، مأخوذة من المغفر، وهو ما يتقى به السهام، والمغفر فيه ستر ووقاية. والرحيم، أي: ذو الرحمة، وهي صفة تليق بالله عزوجل تقتضي الإحسان والإنعام.
الشاهد قوله: ﴿وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ﴾ ٣ في الآية الأولى، فقد نبه الله نبيه أن من يدعو أحدا من دون الله (أي: من سواه) لا ينفعه ولا يضره، وقوله في الآية الثانية: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاّ هُوَ﴾ ٤ الآية.
الآية الثالثة: قوله: ﴿فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ﴾ لو أتى المؤلف بأول الآية: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا﴾ ٥ لكان أولى، فهم يعبدون هذه الأوثان من شجر وحجر وغيرها، وهي لا تملك لهم رزقا أبدا، لو دعوها إلى يوم القيامة ما أحضرت لهم ولا حبة بر، ولا دفعت عنهم أدنى مرض أو فقر، فإذا كانت لا تملك الرزق، فالذي يملكه هو الله، ولهذا قال: ﴿فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ﴾ ٦ أي: اطلبوا عند الله

١ سورة العنكبوت آية: ١٧.
٢ سورة الإنسان آية: ٣٠.
٣ سورة يونس آية: ١٠٦.
٤ سورة الأنعام آية: ١٧.
٥ سورة العنكبوت آية: ١٧.
٦ سورة العنكبوت آية: ١٧.

1 / 267